Powered By Blogger

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

حمزة نمرة فى الأزهر بارك 14 أكتوبر

أتيحت لى الفرصة أخيرا أن أشاهد حمزة نمرة يؤدى أمام جمهور (لايف).
ليس لنقص فى حفلاته ، بل لتعارض ظروفى دوما مع حضور هذه الحفلات.
كنت متحمسا للغاية ، و فى نفس الوقت خائفا ، تجاربى السابقة مع حضور الحفلات الغنائية نتج عنها معرفتى بأن كثيرا ممن يغنى ، هو فى الحقيقة مغنى أستوديو ، و لا يستطيع الغناء الحى أمام جمهور ، لأنه بدون مساعدة تقنيات الهندسة الصوتية و تعديلاتها يصبح من الصعب عليهم الوصول لمستوى الغناء المقدم فى الأستديو.
و بعد حضور الحفلة  أقول بكل صدق ، أداء حمزة نمرة فى الغناء الحى يفوق أدائه فى الألبومات و الأستوديو.
 حمزة له حضور جميل على المسرح ، و يمتلك القبول الجماهيرى و ذكاء المسرح. 
أغلب الوقت كان يغنى ملتفا بعلم مصر كعادته.

الحفلة كانت فى الأزهر بارك ، مساء الجمعة 14 أكتوبر.
المكان جميل ، و إن كان موقع الحفلة فى أقصى طرف الحديقة ، مما يجعل الدخول
و الخروج خصوصا بالسيارة متعب و مستهلك للوقت.
كان من المفترض ان تبدأ الحفلة فى السابعة تماما كما قالت التذكرة ، و لكنها بدأت حوالى 7.45 تقريبا ، لتأخر دخول الجمهور.
 و تأخر دخول الجمهور الذى حضر مبكرا ، هو عيب تنظيمى يسأل عنه المنظمون
و لا يسأل عنه حمزة نمرة بالطبع.
حشد رائع ، إقبال يفوق ما انتظرته (ما شاء الله ) ، لأول مرة أرى منقبات و ملتحين فى حفلة مثل هذه ، جمهور من مختلف الأعمار من رجال سبعينيين ، و حتى أطفال فى الخامسة (كان خلفى 3 بنات من الخامسة للسابعة و لفت نظرى حفظهم لكل الأغانى 
و حماسهم فى ترديدها مع حمزة).
أثبتت هذه الحفلة لى أن هذا الرجل ليس محبوبا فقط لثوريته ، بل لأدائه الموسيقى المختلف و له جمهور من كل الأعمار و الاتجاهات و هو شيىء يحسب له.
الإقبال الجماهيرى على هذا اللون من الغناء الهادف  الانسانى هو صفعة لأهل الفن الهابط ، و المنتجين أصحاب نظرية " الجمهور عايز كده ".


بدأت الحفلة بأغنية " الميدان " و تألق حمزة نمرة فيها ، و خصوصا أن بها تنقلات صوتية عدة ، و لكن حمزة أداها ببراعة و لم ينشز و لو لمرة واحدة.
مخرج الحفل أبدع فى الخلفية فى هذه الأغنية ، و تفاعل الجمهور معها بشكل رائع.
بعد هذه الأغنية طلب حمزة نمرة من الجمهور الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الثورة. (و هو طلب محترم يؤكد وعيه و إدراكه أنه صاحب رسالة ).
بعدها أنشد أغنيته "ابن الوطن " التى تناقش مشكلة الوحدة الوطنية و تفاعل معها الجمهور بقوة.
أغنية " يا هناه " المهمومة بقضايا التعليم بصورة ساخرة محببة ، كانت مما تفاعل معه الناس أيضا ( و غناها حمزة مرتين مرة فى أول الحفل و مرة أخرى فى ختامه).
أغنية التغريبة 2 (تذكرتى ) من حيث تميز لحنها و تميز كلماتها و الأداء الممتع لها.
( و غناها حمزة مرتين أيضا).
أغنية " يا إسرائيل " تفاعل معها الناس بشدة و أبدع مخرج الحفل مرة أخرى فى المقاطع المعروضة مع الأغنية ، و أبدع حمزة فى الأغنية عندما غيّر فى كلمات الأغنية :
" لكن بقول اللى أن اللى مات صاحى فى مكانه 
فى بيت لحم  فى الخليل 
و أضاف " على الحدود "  بدلا من  " و لبنان " فى النسخة الأصلية 
و كانت لمحة جميلة و تفاعل معها الجمهور بشدة.
و غنى  "إنسان " و تفاعل معها الناس بجنون.
و غنى اغنية "هنسى" "أوعدونى" " حاصر حصارك"  "على باب الله"
و غنى أغنية " دورى " و همس العديد من الناس وقتها أغنية حسنى و كنت أظن أننى الوحيد الشرير !
و غنى أغنية " الوشوش" و  أغنية تونس " هيلا هيلا " 

غنى أغنية "عصفورين" أيضا ، و لكن للحق هذه الأغنية كان معدل ال Base Guitar فيها أعلى من المطلوب مما قلل من جمالها عن النسخ الموجودة على يوتيوب و غيره.
(الأغنية صارت صاخبة أكثر مما تحتمله كلماتها).
غنى أغنية جديدة لسيد درويش  " أدى اللى صار " و تفاعل معها الناس بشدة أيضا.

غنى من الألبوم الأول :
 "أحلم معايا " رائعته الأولى ، أغنية "يا طير " ، " كنا و احنا صغار" ،  " المرجيحة " ، " على القهوة ".
غنى أغنية التغريبة الجزء الأول من الألبوم الأول و غنى فيها جزء من أنشودة " ليس الغريب " و تفاعل الجمهور معها بصورة جميلة جدا.
(قام مخرج الحفل و للغرابة فى رأيى بعرض خلفيات ليزر متحركة من النوع المألوف مع موسيقى و حفلات Heavy Metal و كان هذا نشازا فى رأيى و لكن لم يلحظ هذا غيرى تقريبا).
و ختم الحفل بأغنية "بلدى يا بلدى" بناء على طلب و هتاف الجمهور الشديد.

 حمزة نمرة يغنى بدون كورس ، حتى أعضاء فرقته لا يرددون معه ، و هذا إن دل فيدل على مدى ثقته بصوته و أدائه ، و أن كان هذا مرهقا للمغنى بشدة.
الحفلة كانت من أروع ما يكون ، تناسق أداء الفرقة الموسيقية يقطع بكم التدريب 
و المجهود المبذول فى التدريبات المشتركة.
أعضاء الفرقة مجيدين فى أدوارهم.
حرص منظمى الحفل على التفاعل من الجمهور ، فقاموا بعمل عدة مجسمات لبوستر ألبوم أنسان الأصلى و بنفس الصور الموجودة فيه و دعوا من يرغب من الجمهور للتصوير على البوستر و الحصول على نسخته من الصورة من موقع الشركة ، و كانت لفتة لطيفة.
تابع المزيد من تغطية الحفلة :

الأحد، 16 أكتوبر 2011

حمزة نمرة -- " انسان - ثورى "

   انتظرت هذا الألبوم بكثير من الشغف على غير عادتى ، فأنا فى العادة لا أتابع صدور الألبومات ، و لكن كون مصدره هو حمزة نمرة ، الرجل الذى أجّل ألبومه ليصدره بعد الثورة و الذى شارك فيها حقيقة لا خيالا مثل الكثيرين ، جعل شغفى مبررا.
    بعد صدور الألبوم وجب على الاعتذار لحمزة نمرة ، لأن شغفى كان أقل بكثير مما يجب !!
الألبوم أكثر من رائع ، و استمتعت بكل كلمة فيه ، و إن كان هذا رأيا ليس محايدا  ، لأنى من المغرمين بفن هذا الرجل.

   غلاف الألبوم راقى ، و إن كنت شخصيا أفضل أن يكون الغلاف الداخلى الذى يحمل صورته بدلا من الغلاف الخارجى الذى لا يحمل سوى الخضرة.
أدرك أن الغلافات المبدعة أحدث و أكثر قبولا و لكننا نحتاج للمزيد من التسويق فى هذه الفترة (هذا ما أراه).
الغلاف الخارجى :
وجه الغلاف الخارجى
ظهر الغلاف الخارجى
الغلاف الداخلى الذى أحببته أكثر

ملحوظة هامشية :
أرجو من فنان الثورة الابتعاد عن الوضعيات المشابهة لعمرو مصطفى ، للابتعاد عن النفور الشعبى من هذا الرجل ، أنا أدرك طبعا أنه لا شبهة للتقليد ، لأن هذا أسلوب حمزة نمرة و تلحينه الذى يستعمل فيه الجيتار دوما ، و أسلوب موسيقاه ، و لكن التشابه على المستوى البصرى قد يحمل رد فعل غير محبب.


سعدت للغاية لما رأيت أن كل الأغانى من تلحين حمزة نمرة عدا أغنية هيلا هيلا المغناة لثورة تونس ، و لحن بلدى الذى كتب عنه أنه فولكلور شعبى ، و لحن "اسمى مصر"
مواهب هذا الرجل لا تزال تبهرنى.

أغنية إنسان 
 من أكثر الأغانى استماعا و قبولا لدى الناس ، خصوصا لانتشارها على إذاعات الأغانى المختلفة.
نفس اسلوب الغناء الانسانى الذى اشتهر به حمزة ، و لاقى قبولا لدى الناس ، كلام جميل و أداء جميل.
كلمات حازم ويفى - لحن حمزة نمرة.

أغنية الميدان
أعادت لى حب الأغانى عن ثورة يناير ، خصوصا بعد كم الأغانى " المسلوقة"  التى سمعناها جميعا مثل شهداء 25 يناير ، اللى ماتوا فى أحداث يناير ، و "و كمان " ماتوا 
و فارقوا الحياة ، و كأن هناك أنواع أخرى للموت !!
تقريبا أول من غنى للجان الشعبية و دورها فى نجاح الثورة.
و تيرة الغناء الحماسى و فترات التنقل بين طبقات الصوت كانت جديدة على أذنى 
و ممتعة من حمزة نمرة ، و صورة الألبوم المرافقة للأغنية كانت للجنة شعبية و هذا فى حد ذاته ذكاء.
الكلمات  : محمد دياب ، و لحن حمزة نمرة.
الصورة المصاحبة للأغنية

أغنية  هنسى
أغنية مليئة بالتفاؤل و القوة كعادة أغلب أغانى حمزة نمرة ، أداء جميل و لحن متناسب 
الكلمات لمحمود فاروق ، و لحن حمزة نمرة.


أغنية التغريبة 2 ( تذكرتى)
  من أمتع أغنيات الشريط و أيضا من أحبها لكثير من الجمهور ، و هى الجزء الثانى من أغنية سابقة فى الألبوم الأول ، الأغنية فى رأيى دفاع عن وطنية من هاجر خارج مصر سابقا.
و تحمل الكثير من مشاعر الغربة و الحنين و يحس بها كل من عاش فترة خارج مصر.
( ترى هل هى دعم لحقوق المصريين بالخارج فى التصويت ؟ )
لحن الأغنية من أمتع الألحان داخل الألبوم.
كلمات محمد السيد -  لحن حمزة نمرة


أغنية يا مهون
لدهشتى و أنا من كنت أعتقد أنها من التراث ، لطابعها المشابه لأغانى و أسلوب سيد درويش ، فوجئت كما يقول كتيب الألبوم أنها أغنية معاصرة
من كلمات محمود فاروق ، و لحن حمزة نمرة.
طبعا كونى ظننتها من تراث سيد درويش يكفى لمدحها.


أغنية اوعدونى 
يحبها الكثيرمن الناس لطابعها الحزين المحبب للكثير.( و إن كنت لا أميل له شخصيا).
كلمات محمود فاروق - سامح خيرى -- لحن حمزة نمرة.


أغنية ابن الوطن 
أغنية الوحدة الوطنية ، ظننت أنى الوحيد المتوهم أنها كذلك ، حتى رأيت الصورة المصاحبة للأغنية ، و تشير لأن ما فهمته كان صوابا.
أجمل ما يمكن أن يحلل المشكلة ، لأن كاتب الأغنية يراها مشكلة مفتعلة ، لا تحتاج فى حلها سوى بصيرة و عزم و هى رؤية أتفق معها.
كلمات أحمد يسرى - لحن حمزة نمرة
الصورة المصاحبة للأغنية

أغنية بلدى يا بلدى 
الأغنية التى غناها حمزة نمرة فى احتفالية الثورة.
الجميل فيها أنها كما يبدو أكبر من النسخة الموجودة فى الألبوم ، لأنه غنى نسخة مختلفة قليلا فى الميدان يوم الاحتفالية ، و غنى نسخة بها بعض الاختلاف فى حفلته الأخيرة.
أغنية جميلة ، تشابه أغنية داليدا الشهيرة ، و إن كانت أقرب لفهم طبيعة المحافظات المصرية المختلفة و حتى اللهجات المختلفة التى أبدع أدائها حمزة نمرة.
كلمات محمد السيد - اللحن فلكلور شعبى
فيديو أغنية بلدى من جمعة النصر 


أغنية  يا هناه
لأول مرة منذ عصر منولوجات أسماعيل ياسين ، أستمع لأغنية تجعلنى أضحك.
و فى نفس الوقت هادفة ، ملحنة بدقة ، و كلمات معبرة تماما عن حال التعليم فى مصر.
اهتمام مطرب بحال التعليم يشى أول ما يشى برؤيته لحال الوطن ، و كونه يدرك أن دوره أكبر من مسلى للجمهور وقت فراغه ، بل كونه صاحب رسالة ، و هو دور يعيه حمزة بقوة و يعبر عنه دوما.
كلمات محمود فاروق - لحن حمزة نمرة.


أغنية  دورى
أغنية تحمل فكرة عميقة ، و أراها رسالة لكل ظالم ، و خصيصا بالنسبة لوقت صدورها للظلمة الذين نعرفهم جميعا ( لا أذكر أسمائهم من باب الخوف ، بل من باب الترفع عن الشجاعة فى غير موضعها).
الأغنية كلماتها معبرة جدا ، و عميقة فى نفس الوقت و هذا إبداع فى الكتابة لمن يعلم.
أداء مبهر من حمزة نمرة ، خصوصا فى مناطق التساؤل و الحيرة فيها .
أداء مرهف.
كلمات : محمد السيد - لحن حمزة نمرة.

أغنية حاصر حصارك

عودة لأغانى الأمل و الثورة ، كلمات محفزة ( من النوع الذى أعشقه شخصيا و أراه أقل من المطلوب فى فننا ).
كلمات أحمد يسرى - لحن حمزة نمرة.


أغنية على باب الله
أحد أجمل أغانى الألبوم ، طابع السماحة المصرى الذى نسمع عنه ، منتهى التسامح مع النفس و تقبل القدر و الحال.
كلمات جميلة و أداء جميل ،  اختيار موفق للصورة الداخلية المرافقة للأغنية.
كلمات : محمود فاروق - لحن حمزة نمرة.
الصورة المصاحبة للأغنية

أغنية الوشوش 
كما أسميها كلما سمعتها أغنية الفلول و المتحولين.
لهجة شعبية واضحة دون إسفاف ، يغلب عليها الطابع السكندرى المحبب للآذان.
أمل لكل اليائسين ممن يظنون الفلول سيخدعون الشعب المسكين مرة أخرى ،
فيخبرهم حمزة :
اتطمن يا حبيبى اتطمن كلنا فاهمين
يللا بقى اخلع الله يحنن ما احناش عايزين
رافضين معلش جنابك أصلنا مجانين
الكداب بيبان لو مهما 
طال المطال.
كلمات محمود فاروق - لحن حمزة نمرة.


أغنية صوت
أغنيتى المفضلة فى الألبوم.
ترقى لمستوى أغنية فيلم أغنية على الممر الشهيرة.
نفس الروح الحميمية التى تنقلها الأغنية ، نفس الالتصاق بكل التفاصيل الصغيرة ، 
و كأنك ترى أنفاس الناس فى الشوارع و ضجيج المدارس ، و الصورة المرفقة بالكتيب معبرة عن نفس المعنى.
كلمات سامح خيرى - لحن حمزة نمرة.


أغنية  هيلا هيلا 
أغنية الثورة التونسية ، أبهرنى أداء حمزة نمرة للهجة التونسية.
الأغنية جميلة ، و رغم كونها من أوائل الأغنيات التى غنيت عن ثورة تونس ( أول غيث الربيع العربى ) ، فإنها محكمة الكلمات و اللحن و الآداء.
كلمات : آدم فتحى - الحان : نبراس شمام


أغنية  اسمى مصر
الأغنية المؤثرة ، و التى اعتاد حمزة أن يغنيها فى حفلاته و تلاقى قبولا جما ، أضافها لألبومه.

أغنية رائعة ، قصيرة و مباشرة ، و تنقل لإسرائيل حقيقة الأمر ، نحن جسد واحد و روح واحدة ، و صراعنا مستمر و مستعرّ طالما استمرّ طغيانكم.
كلمات أحمد يسرى - ألحان نبيل البقلى.


كليب الألبوم
الكليب جميل ، و التصوير جيد و اختيار المواقع جيد.
و لكن كنت أحب لو كان تصوير الكليب بطريقة أكثر حميمية مثل كليب " احلم معايا " ، فبعد الثورة و كون حمزة نمرة قد صار متواجدا إعلاميا أكثر ، و وجها مطروحا على الساحة أكثر ، يفترض الاقتراب من الناس أكثر و بلغة بصرية أكثر سهولة.
مثلا لو كان هذا الكليب قد صور مشابها لفكرة كليب سامى يوسف الذى كان يقوم فيه بالتجول فى أنحاء العالم و يقوم بعمل الخير فى كل دولة ، و كلمات الأغنية " انسان "
تحوى هذه المعانى ، و مصر بها العديد من المواقع و الأفكار التى تسمح بتحويل هذه الفكرة لنسخة حميمية من أغنية جيدة.

ملحوظة أخرى :
لم لم يغن مطربنا الثورى أغنية عن ثورة سوريا ؟
مساحة لم يغن فيها مطرب مصرى بعد ، بكلمات متنقاة و أداء مرهف ، و إهداء مثل الموجود على غلاف ألبومه ، نكون قد اقتربنا من ظهور " الشيخ إمام " الخاص بجيلنا و ثورتنا.

للمزيد عن حمزة نمرة فضلا اضغط الرابط
للمزيد عن الشيخ أمام لمن لا يعلم اضغط الرابط


حمزة نمرة شكرا لفنك

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

نقول تانى


الصورة من ميدان التحرير وقت الثورة
و لن أعتذر عن الخط ، الكلام عنهم لا يستحق خطا أفضل من هذا.

أحداث ماسبيرو بين القهوة و الفيسبوك

هذا الكلام له قصة ، لأول مرة أتلقى الأخبار مثل كل الناس فى الشارع ( تقريبا من 7.30 -1 فى الشارع) ، دون وجود مصدر لأنترنت لأتأكد و أتثبت و أدقق.

بدأ الأمر بينما كنت متجها لميعاد ما ، و اتصل بى من يفترض أن أقابله يطلب تأجيل الموعد لأنه سمع أن هناك "قلق" فى البلد بسبب مظاهرات عاملينها أخواننا الأقباط حسبما قال لى.

لم أهتم للحقيقة فالناس كثيرو الكلام كالعادة.

ثم كلمنى بعدها بنصف ساعة طالبا تأجيل الموعد لأن البلد فى حالة أمنية سيئة !

أخبرته أننى بالفعل فى مكان المقابلة ، حاليا أشرب القهوة ، و ليس هناك شيىء غير معتاد إلا عدم وجوده.

تشجع الرجل و حضر للميعاد.

وقتها تلقيت عدة مكالمات تستفسر حول مواعيد الغد ، هل هى سارية أم لا فى ظل الظروف الأمنية !!

طبعا كونى أشرب قهوة فى الشارع مساءا يشى بجهلى " بمدى خطورة الوضع " !!
حوّل عامل القهوة التلفزيون لقناة النيل الأخبارية ثم لقناة الحياة بعدها ، غالبا تلبية لطلب عميل ما ، فهذا ليس من طباعهم.

و هالنى ما رأيت ، شريط الأخبار يقول نقلا عن النيل للأخبار ، أن المتظاهرين الأقباط فتحوا النار على الجيش !

و هناك 3 شهداء و 19 جريح بين الجنود !

طبعا شعرت بالتعجب ( مشيها التعجب عشان الرقابة ! ) ، و قلت لرفيقى :

المتظاهرين هاجموا ماسبيرو ؟!! ها ها ها.

سألنى : و ما وجه العجب ؟

أخبرته بأن ماسبيرو تعتبر المكان الأكثر حصانة فى مصر حاليا بعد وزارة الدفاع ،
 و أنها قبل الثورة و وقت الاستقرار السابق كان يحميها مدرعتان بالفعل ، و ربما لهذا علاقة بكونها قريبة من وزارة الخارجية ، أو لكونها أمل كل أنقلاب ، كما حرص الضباط الأحرار على احتلالها أولا لإذاعة بيانهم الأول ،
 بيقى دلوقتى فيها كام مدرعة ؟؟

رد : عادى ، المتظاهرين ضربوا الجيش بالنار ، يعنى التلفزيون هيكدب ؟

ذكرت له ما جرى خلال الثورة من محاولات متكررة لاقتحام ماسبيرو من الثوار
و عددهم كان بالملايين ، و فشل هذه المحاولات كلها.

و سألته ساخرا :
لما كان المتظاهرين بهذه الجرأة بحيث يفتحوا النار على الجيش ، لم لم يحتلوا ماسبيرو
و يعلنوا قيام جمهوريتهم و انقلابهم بالمرة !!


طبعا فكرة قيام متظاهرين بفتح النار على الجيش فكرة تبدو حمقاء
و "وسعت منهم شوية " ، لأنه حتى معتادى الإجرام و التشكيلات العصابية لا يجرؤون على مبادرة الجيش بفتح النار لإدراكهم لفارق التسليح و الكفاءة القتالية و التجهيزات.

و تذكرت على الفور موسم الاعتداء على الكنائس و حوادث الفتنة الطائفية وقت تجديد قانون الطوارىء دوما.
( يذكرنى بحرائق المخازن الدورية وقت الجرد السنوى ، مصر بلد منظمة حتى أن الماس الكهربائى و أعقاب السجائر و المختلين لهم مواسم و مواعيد !! ، ما علينا ).


سألنى : يعنى مين اللى عملها ؟

قلت له : انتظر للغد و انظر ماذا سيحدث عندها ستجده يخبر عن نفسه.
لو كان الناتج مد الطوارىء أو إعادة إحالة المدنيين للمحاكمات العسكرية ، فالأصابع تتجه للجيش للأسف.
و لو حدث تأجيل للانتخابات ، فالمستفيد الجيش و معه بعض الحمقى و عندها يدينون أنفسهم.
و هكذا ...

عندها انبرت قناة الحياة لتنقل خبرا عن مراسل لها عن وجود اشتباكات بين الأهالى بين العباسية و غمرة ( و هى كما عرفت لاحقا الاشتباكات حول المستشفى القبطى ) و قال أنها اشتباكات وسط غياب أمنى ملحوظ.

و كانت الصورة تبث ما قالت أنه : بث مباشر من عبد المنعم رياض.
مجموعة من الناس واقفين و بعض المارة ، و بعض السيارات ، صورة معبرة !!
و لاحظت و لاحظ صديقى أن الصورة تتكرر لأن السيارات تتكرر بنفس ألوانها و بنفس المعدلات (شاشة 52 بوصة تسهل هذه الملاحظات).

وقتها انضم لى صديقى فى السخرية ، لمّا نقلت القناة ما قالت أنه المتظاهرين الأقباط الذين يقطعون الكورنيش أمام ماسبيرو ، و كانوا للحقيقة حوالى 200 فرد يقفون فى صفين !

و علق صديقى : انا و أخواتى ممكن ننزل نفضهم ، لو الجيش مش قادر !!

و وسط البث الحى كان هناك ميكروباص "يحمّل ركاب" ، يمكن ميكروباص حربى !!




ثم أعلن أنه هناك حظر للتجوال فى وسط البلد من 2-7 (حوالى 11.30 مساءا).
و كان السؤال المضحك : إذا كان الأمر يستدعى فرض حظر التجول ، فلم يفرض بعد حوالى 3 ساعات من إعلانه ؟ ، فرض تجول جزئى على منطقة بها شغب و الأمور خارج السيطرة كما يقولون ، لم نترك 3 ساعات فرصة للفوضى ؟


و بعد إعلان حظر التجول بدأ المصرين يتطوعون - كالعادة - فمن معلن أن ميدان الجيزة أغلق هو الآخر لوقوع اشتباكات فيه كما أخبره أخوه ، مشيرا للمحمول بيده.

و مازح أحد العمال عاملا مسيحيا جديدا ( أنا أعرف أغلب العاملين بالمكان و هو وجه جديد) ، بأنه "وش فقر " من ساعة ما جه والبلد فى النازل و الشغل زى الزفت ، 
و دلوقتى كمان البلد بتولع بسبب أخواته !!

ثم اتصل بصديقى أخوه ليسأله كيف يتأخر كل هذا الوقت و هناك حظر تجول ؟؟ (الساعة حوالى 12.10).

و قالت القناة أن هناك استنفار أمنى غير مسبوق بالقاهرة !! ، مع أنى كنت على نفس القهوة طول الليل و الدنيا كالعادة.

طبعا لم يخل الأمر من مجموعة من الأفذاذ ،
يصدق فيهم قول الكاتب الرائع جلال عامر :
كنت عايز أطلع محلل استراتيجى ، بس أهلى ضغطوا علىّ أكمل تعليمى !

أحد الأفذاذ ربط بين جمعة "عودوا لثكناتكم " و بين ما حدث !!
و الآخر عاب على المليونيات و أسمائها الغريبة " يعنى أيه جمعة استرداد الثورة ، فين جمعة القمح ، و جمعة عجلة الإنتاج ، و جمعة المصريين كلهم ! "
 ( عجلة الإنتاج دى لو بنأجرها بالساعة كانت البلد سبقت اليابان !!).
و تطوع الدكتور كمال الجنزورى " الثورة ما قامتش عشان المواطن يرفع سلاحه فى وجه الجيش " !!
و لم يخل الأمر من كبار السن المحيطين بنا و تعليقاتهم حول البلد اللى حالها باظ ( مع انهم عاصروا البيضة بقرش كما يقولون و حاليا ب 75 قرش !!).


لما شعر كابتن الصالة ( اسم يطلق على قائد الوردية فى القهوة ) بالتوتر من هذا الكلام
و ملل بعض الناس ، نقل التلفزين لقناة أغانى عجيبة و كانت الأغنية
" عسلية 100 100 " و هكذا انقطع الحوار !




فى الطريق للمنزل : لم يفتنى وجود عدد من الناس تقريبا عند كل قهوة أو ناصية ، متجمعين حول شخص ما يقسم أنه " لسه جاى من هناك " و يروى خرافاته التى أغلبها لا يصدقه عاقل أو حتى مجنون.


و بالقرب من منزلى كان الاعتقاد السائد لدى :

- الدعوة لأى مليونيات قادمة أو فعاليات مماثلة سيواجه برد فعل سيىء أو عنيف من الشارع.
- قد يكون ما يحدث له علاقة باستكمال القضاء على سمعة الثورة نهائيا ، خصوصا
و الانتخابات على الأبواب ، بحيث تفقد ائتلافات الثورة أى فرصة فى الحصول على تأييد.
- طبعا قانون الطوارىء ، تاج رأسنا على رأس القائمة.


كنت كالعادة مرتابا ( و كأننى مريض فصامى مزمن ! ) و لكن غير خائف و لا مرعوب لأسباب عدة ليس هذا مجال ذكرها.


بمجرد دخولى على الفيسبوك ، و كأننى هاجرت بلدا آخر ، الناس شبه مجمعة على نظرية المؤامرة ، و على أن ما حدث مدبر ، و الأغلبية تلوم المجلس لأسباب مختلفة.
كان شيئا مفرحا أن ترى عقلا و حكمة وسط التوتر و بيانات عاقلة و حاسمة و إن لم تكن الأغلبية.

المشكلة أن هذا الكلام فقط على الفيسبوك !!
الشارع دولة تانية خالص.

الثورة تحتاج لمدير تسويق جيد ينتشلها مما صارت إليه ، المنتج الجيد لا يبيع نفسه ،
و الحق لا ينتصر بذاته.





السبت، 1 أكتوبر 2011

جمعة استرداد الثورة صور و تحليلات

    كنت أعتقد أن هذا اليوم سيكون يوما محوريا و فارقا فى تاريخ مصر ، خصوصا مع وضوح الهدف و إجماع أغلب التيارات على المشاركة كما قرأت.
و للحقيقة كانت نسبة المشاركة متوسطة ، طبعا مقارنة بجمعة 8 يوليو مثلا ، العدد حوالى 30 -50 ألف على أقصى تقدير.
المنصات المتشرذمة و التى كانت مصدر ضيق شخصى لى قلّت كثيرا.
كان بالميدان 5 منصات فقط لا غير ، 3 منصات كبيرة و هى منصة حزب الوسط ، منصة حملة دعم حازم صلاح ابو إسماعيل ، منصة أخرى أصغر قالوا عنها منظموها أنها منصة المستقلين بالجهود الذاتية.
كانت هناك منصة خفية لحزب التجمع و معها فردان بالعدد ، و منصة أخرى فى طرف الميدان تكلمت منها بعض أمهات الشهداء.
منصة حزب الوسط كانت أكثر المنصات نظاما ، عدد كبير من المنظمين ، يردون زيا موحدا (تى شيرت و كاب بشعار الحزب) ، لافتات مجهزة.
بمنظمين أقل و سماعات أكبر كانت منصة حملة دعم حازم صلاح أبو إسماعيل.
منصة المستقلين كانت الأصغر حجما و تجهيزا ، و الأكثر تطرفا فى الشعارات.
تكلم الدكتور محمد سليم العوا و ألقى كلمة جميلة من منصة الوسط (الكلمة موجودة على الفيسبوك و يوتيوب ، ابحث عنها لو شئت).
منصة دعم حازم صلاح أبو إسماعيل تألقت بحضور شاب ملتحى سورى ، قالوا أنه من ثوار سوريا و لديه رسالة للمصريين ، ألقى الشاب خطبة حماسية مليئة بالأمل و أنشد شعارات للثورة السورية ( الأغانى الموجودة على الانترنت مثل ارحل ارحل يا بشار ، طز فيك يا بشار) كانت هذه ذروة التفاعل خلال اليوم مع هذه المنصة.
المنصة المسماة بمنصة المستقلين سيطر عليها يساريون ( من سياق كلامهم المستمر عن ثورة الجياع و جوع الشعوب) ، و شباب متحمس مثل من كنا نراهم فى إذاعة الثورة فى التحرير ( بعضهم من 6 أبريل حسب اللافتات ).
تكلمت منها بالمناسبة جميلة إسماعيل ، و كانت نسبيا أفضل من تكلم من هذه المنصة ، بينما غلب على الباقين الخطابية و الكلام المرسل.
المنصة الصغيرة الرابعة بطرف الميدان تكلمت منها بعض أمهات الشهداء ، و كان حضورهم رائعا ، و طافوا بعدها بصور أبنائهم الشهداء حول الميدان فى مسيرة صامتة.
وجدت العديد من الائتلافات و لكن دون منصة ، مثل ائتلاف دعم شباب الثورة ، الائتلاف الإسلامى الحر ، جبهة حراس الثورة.
وجد فرد واحد يحمل لافتة صغيرة لحزب الأصالة تقول لا للطوارىء.
ظهر ائتلاف لم أسمع عنه من قبل يسمى "مش وسية" و طاف بعدة دورات و هتافات حول الميدان ، يظهر حماسة و أغلبه من صغار السن.
حرصت أحدى المارات بمناقشة أحد منظمى حملة دعم حازم صلاح أبو إسماعيل حول تغير موقفهم من الجيش ، و كان للأسف حوارا من طرف واحد ، فالشاب ظل يقنعها أن لكل مقام مقال ، و لا تأييد مطلق ، و ظلت تكرر سؤالها عدة مرات (طبعا انا مشيت و سبتهم ما فيش صحة).
عدد الأجانب كان كبير نسبيا ، و كذلك عدد المحطات التليفزيونية.
لم أحضر للأسف كلمة حازم صلاح أبو إسماعيل.
ألقيت العديد من قصائد الشعر من مختلف المنصات ، و غلب عليها هشام الجخ من لهجة صعيدية و حماسة فى الإلقاء (كان أغلبهم يقلده).
حضر أيمن نور لمدة ساعة و ألقى كلمة من الرصيف و لقاء لقناة ما و لم أسمع منها شيئا.
طبعا لم يخل الأمر من بعض الناس أصحاب الشعارات المفرقة :
- بعض الشعارات الإسلامية من منصة حازم صلاح أبو إسماعيل مثل بالروح بالدم نفديك يا إسلام ، و أثارت استياء بعض الحضور من المنصات الأخرى.
- فتاة تحمل شعارات حول انتهازية الأخوان و سطحية السلفيين و غير ذلك.
أجمل اللافتات :
- لافتة ضخمة " الثورة تقود و لا تقاد و تدير و لا تدار"
أطرف اللافتات :
- تلبس بدلة ، تلبس بوكسر ، يسقط يسقط حكم العسكر و معها لصورة لمن تعرفون.
هام :
لم يتكلم أى فرد من أى منصة (و لا حتى مع نفسه) عن الخروج من الميدان أو التوجه للمجلس مثلا ، فمن ذهب مساءا للمجلس ؟!!
و لم يتكلم أحد عن اعتصام إلا فردا واحدا تكلم عنه عرضا من منصة المستقلين.

تحليل : 
الثورة ما زالت قوية فى قلوب أتباعها ، و لكن الدعم الشعبى يقل و يقل.
و دليل ذلك أن كل المهتمين بالثورة و الذين أعلنوا المشاركة لم يستطيعوا حشد عدد يكفى للضغط لتحقيق هدفهم ، و هذا أمر خطير للغاية.
لابد من تعديل السياسة الإعلامية للثورة ، نحن نضيع بساط التأييد الشعبى ، و فكرة ترشيح المشير رئيسا للأسف تكسب أرضا ( سمعت مدحا لها 3 مرات اليوم طبعا خارج الميدان ) ، فالناس ترى فيه حل للاختلاف الحادث حاليا و إنهاءا لكل الفرقة.
و بالمناسبة أنا أجزم لأسباب غير معلنة أن المشير لن يترشح للرئاسة.
تسويق الثورة سيىء للغاية ، حملة تسويق و توعية إذاعية (لسائقى التاكسى و غيرهم) و منشورات توزع فى كل مكان بجهود منظمة و ليست فردية) ، مع وجود منبر إعلامى حقيقى موحد.
أما الوحدة و أما المشنقة.
ما هى الخطوة التالية :
أن ننتظر نتيجة الضغط و نرى ما سيحدث خلال الأسبوع ، و لكن ..
الاستعداد للانتخابات بقوة مهم و ضرورى ، لو توحدت جهودنا على إنجاح الانتخابات و جعلها انتخابات حقيقة ، مع التركيز على مبدأ تداول السلطة بقوة ، وقتها قد يكون هذا حلا للمشكلة التى نعيشها حاليا.
( هذا الحل هو فن الممكن ، الاستفادة القصوى من الوضع الحالى لصالح الثورة لو غلقت الأبواب أمامنا ).
بعد ما رأيت اليوم اعتقد أن مقاطعة الانتخابات لن تكون حلا مجديا ، بعد أن كنت أميل له شخصيا ، لأننا لو لم نستطع حشد مليون أو أكثر ، فمقاطعتنا للانتخابات لن تضر غيرنا.