Powered By Blogger

السبت، 1 أكتوبر 2011

جمعة استرداد الثورة صور و تحليلات

    كنت أعتقد أن هذا اليوم سيكون يوما محوريا و فارقا فى تاريخ مصر ، خصوصا مع وضوح الهدف و إجماع أغلب التيارات على المشاركة كما قرأت.
و للحقيقة كانت نسبة المشاركة متوسطة ، طبعا مقارنة بجمعة 8 يوليو مثلا ، العدد حوالى 30 -50 ألف على أقصى تقدير.
المنصات المتشرذمة و التى كانت مصدر ضيق شخصى لى قلّت كثيرا.
كان بالميدان 5 منصات فقط لا غير ، 3 منصات كبيرة و هى منصة حزب الوسط ، منصة حملة دعم حازم صلاح ابو إسماعيل ، منصة أخرى أصغر قالوا عنها منظموها أنها منصة المستقلين بالجهود الذاتية.
كانت هناك منصة خفية لحزب التجمع و معها فردان بالعدد ، و منصة أخرى فى طرف الميدان تكلمت منها بعض أمهات الشهداء.
منصة حزب الوسط كانت أكثر المنصات نظاما ، عدد كبير من المنظمين ، يردون زيا موحدا (تى شيرت و كاب بشعار الحزب) ، لافتات مجهزة.
بمنظمين أقل و سماعات أكبر كانت منصة حملة دعم حازم صلاح أبو إسماعيل.
منصة المستقلين كانت الأصغر حجما و تجهيزا ، و الأكثر تطرفا فى الشعارات.
تكلم الدكتور محمد سليم العوا و ألقى كلمة جميلة من منصة الوسط (الكلمة موجودة على الفيسبوك و يوتيوب ، ابحث عنها لو شئت).
منصة دعم حازم صلاح أبو إسماعيل تألقت بحضور شاب ملتحى سورى ، قالوا أنه من ثوار سوريا و لديه رسالة للمصريين ، ألقى الشاب خطبة حماسية مليئة بالأمل و أنشد شعارات للثورة السورية ( الأغانى الموجودة على الانترنت مثل ارحل ارحل يا بشار ، طز فيك يا بشار) كانت هذه ذروة التفاعل خلال اليوم مع هذه المنصة.
المنصة المسماة بمنصة المستقلين سيطر عليها يساريون ( من سياق كلامهم المستمر عن ثورة الجياع و جوع الشعوب) ، و شباب متحمس مثل من كنا نراهم فى إذاعة الثورة فى التحرير ( بعضهم من 6 أبريل حسب اللافتات ).
تكلمت منها بالمناسبة جميلة إسماعيل ، و كانت نسبيا أفضل من تكلم من هذه المنصة ، بينما غلب على الباقين الخطابية و الكلام المرسل.
المنصة الصغيرة الرابعة بطرف الميدان تكلمت منها بعض أمهات الشهداء ، و كان حضورهم رائعا ، و طافوا بعدها بصور أبنائهم الشهداء حول الميدان فى مسيرة صامتة.
وجدت العديد من الائتلافات و لكن دون منصة ، مثل ائتلاف دعم شباب الثورة ، الائتلاف الإسلامى الحر ، جبهة حراس الثورة.
وجد فرد واحد يحمل لافتة صغيرة لحزب الأصالة تقول لا للطوارىء.
ظهر ائتلاف لم أسمع عنه من قبل يسمى "مش وسية" و طاف بعدة دورات و هتافات حول الميدان ، يظهر حماسة و أغلبه من صغار السن.
حرصت أحدى المارات بمناقشة أحد منظمى حملة دعم حازم صلاح أبو إسماعيل حول تغير موقفهم من الجيش ، و كان للأسف حوارا من طرف واحد ، فالشاب ظل يقنعها أن لكل مقام مقال ، و لا تأييد مطلق ، و ظلت تكرر سؤالها عدة مرات (طبعا انا مشيت و سبتهم ما فيش صحة).
عدد الأجانب كان كبير نسبيا ، و كذلك عدد المحطات التليفزيونية.
لم أحضر للأسف كلمة حازم صلاح أبو إسماعيل.
ألقيت العديد من قصائد الشعر من مختلف المنصات ، و غلب عليها هشام الجخ من لهجة صعيدية و حماسة فى الإلقاء (كان أغلبهم يقلده).
حضر أيمن نور لمدة ساعة و ألقى كلمة من الرصيف و لقاء لقناة ما و لم أسمع منها شيئا.
طبعا لم يخل الأمر من بعض الناس أصحاب الشعارات المفرقة :
- بعض الشعارات الإسلامية من منصة حازم صلاح أبو إسماعيل مثل بالروح بالدم نفديك يا إسلام ، و أثارت استياء بعض الحضور من المنصات الأخرى.
- فتاة تحمل شعارات حول انتهازية الأخوان و سطحية السلفيين و غير ذلك.
أجمل اللافتات :
- لافتة ضخمة " الثورة تقود و لا تقاد و تدير و لا تدار"
أطرف اللافتات :
- تلبس بدلة ، تلبس بوكسر ، يسقط يسقط حكم العسكر و معها لصورة لمن تعرفون.
هام :
لم يتكلم أى فرد من أى منصة (و لا حتى مع نفسه) عن الخروج من الميدان أو التوجه للمجلس مثلا ، فمن ذهب مساءا للمجلس ؟!!
و لم يتكلم أحد عن اعتصام إلا فردا واحدا تكلم عنه عرضا من منصة المستقلين.

تحليل : 
الثورة ما زالت قوية فى قلوب أتباعها ، و لكن الدعم الشعبى يقل و يقل.
و دليل ذلك أن كل المهتمين بالثورة و الذين أعلنوا المشاركة لم يستطيعوا حشد عدد يكفى للضغط لتحقيق هدفهم ، و هذا أمر خطير للغاية.
لابد من تعديل السياسة الإعلامية للثورة ، نحن نضيع بساط التأييد الشعبى ، و فكرة ترشيح المشير رئيسا للأسف تكسب أرضا ( سمعت مدحا لها 3 مرات اليوم طبعا خارج الميدان ) ، فالناس ترى فيه حل للاختلاف الحادث حاليا و إنهاءا لكل الفرقة.
و بالمناسبة أنا أجزم لأسباب غير معلنة أن المشير لن يترشح للرئاسة.
تسويق الثورة سيىء للغاية ، حملة تسويق و توعية إذاعية (لسائقى التاكسى و غيرهم) و منشورات توزع فى كل مكان بجهود منظمة و ليست فردية) ، مع وجود منبر إعلامى حقيقى موحد.
أما الوحدة و أما المشنقة.
ما هى الخطوة التالية :
أن ننتظر نتيجة الضغط و نرى ما سيحدث خلال الأسبوع ، و لكن ..
الاستعداد للانتخابات بقوة مهم و ضرورى ، لو توحدت جهودنا على إنجاح الانتخابات و جعلها انتخابات حقيقة ، مع التركيز على مبدأ تداول السلطة بقوة ، وقتها قد يكون هذا حلا للمشكلة التى نعيشها حاليا.
( هذا الحل هو فن الممكن ، الاستفادة القصوى من الوضع الحالى لصالح الثورة لو غلقت الأبواب أمامنا ).
بعد ما رأيت اليوم اعتقد أن مقاطعة الانتخابات لن تكون حلا مجديا ، بعد أن كنت أميل له شخصيا ، لأننا لو لم نستطع حشد مليون أو أكثر ، فمقاطعتنا للانتخابات لن تضر غيرنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق