ما أطول هذا الطابور ! أراه ينافس القطار فى طوله ، و يفوق كل ما تخيلت من بلطجة و سوء خلق.
بقى أمامى حوالى عشرين فردا فقط و أصل للشباك ، ما أطول الأمل ، فجأة دفعت بقوة للخلف و فقز أمامى شخص حجب رأسه الشمس عنى ، و حجبت ضخامته العالم من أمامى.
- من أنت .. ؟؟
# أنا واقف هنا و حجزت مكانى ، و ها قد عدت إليه.
- متى كان هذا ؟ ، لى -اليوم- ثلاث ساعات واقفا فى هذا الطابور و لم أرك.
# هذه مشكلتك أنت ، ماذا أفعل لك ، افعل ما تستطيع فعله.
" لا بأس بضربك إذن أيها الضخم ".
دارت الجملة الأخيرة فى عقلى -طبعا- و بأخفت صوت للتفكير إن كان له صوت !
" و لكنك أضخم من الحد الذى سمح لى الطبيب بضربه ، و كذلك فيدك تبدو كالجاروف ، و الصفعة منها قد تدمر نظارتى الجديدة -هذا فضلا عن كرامتى- "
لابأس بأن يكون أمامى 21 فردا ...
وصلت بعد ساعة أخرى للشباك ، تجاهلنى الموظف ، و ظل يستمتع بشرب الشاى و قراءة الجريدة ، ثم طلب طعاما و بدأ يأكل ...
مرت ربع ساعة ...
- يا أستاذ ..
# نعم ، فيه حاجة ؟
- فى ورقى تاخده عشان أمشى !
# مش لما آكل ؟!! شغال من الصبح ..
- و أنا واقف من الصبح ..
# غور فى داهية ، و أنا مالى
" هكذا ، سوف أتهور ، و لكن لن يمر الأمر بسلام ، فالمكتب ملىء بالموظفين الذين لن يمانعوا فى مجاملة زميلهم بصفعة أو ركلة ، تحطم كرامتى ، و الأهم نظارتى الجديدة ( لا تتعجب لأنه عندما تكون النظارة تساوى مرتب الشهر أو أكثر فستحتل يقينا جزءا كبيرا من تفكيرك ، حسب حجم مرتبك !).
لا بأس بالانتظار ، مرت ربع ساعة أخرى ..
و اخيرا انتهى الأمر ، و سأعود لبيتى.
فى الأتوبيس كان الزحام شديدا ، و لسبب ما لا أدريه حتى الآن - و غالبا لن أعرفه أبدا- ، نشبت مشاجرة بين من خلفى و من بجانبى.
بدأت المشادة الكلامية ، ثم تطورت لمشادة "ملابسية " ، ثم تطايرت اللكمات و الصفعات ، و أنا لا شأن لى بالأمر كله.
و لكن "لطمة طائشة" أصابتنى و أطارت النظارة ..
و التى استقرت على الأرض ، و مرّ عليها نصف الشعب ..
و هكذا فقدتهما معا نظارتى ، و قبلها كرامتى.
نوفمبر 1997
بقى أمامى حوالى عشرين فردا فقط و أصل للشباك ، ما أطول الأمل ، فجأة دفعت بقوة للخلف و فقز أمامى شخص حجب رأسه الشمس عنى ، و حجبت ضخامته العالم من أمامى.
- من أنت .. ؟؟
# أنا واقف هنا و حجزت مكانى ، و ها قد عدت إليه.
- متى كان هذا ؟ ، لى -اليوم- ثلاث ساعات واقفا فى هذا الطابور و لم أرك.
# هذه مشكلتك أنت ، ماذا أفعل لك ، افعل ما تستطيع فعله.
" لا بأس بضربك إذن أيها الضخم ".
دارت الجملة الأخيرة فى عقلى -طبعا- و بأخفت صوت للتفكير إن كان له صوت !
" و لكنك أضخم من الحد الذى سمح لى الطبيب بضربه ، و كذلك فيدك تبدو كالجاروف ، و الصفعة منها قد تدمر نظارتى الجديدة -هذا فضلا عن كرامتى- "
لابأس بأن يكون أمامى 21 فردا ...
وصلت بعد ساعة أخرى للشباك ، تجاهلنى الموظف ، و ظل يستمتع بشرب الشاى و قراءة الجريدة ، ثم طلب طعاما و بدأ يأكل ...
مرت ربع ساعة ...
- يا أستاذ ..
# نعم ، فيه حاجة ؟
- فى ورقى تاخده عشان أمشى !
# مش لما آكل ؟!! شغال من الصبح ..
- و أنا واقف من الصبح ..
# غور فى داهية ، و أنا مالى
" هكذا ، سوف أتهور ، و لكن لن يمر الأمر بسلام ، فالمكتب ملىء بالموظفين الذين لن يمانعوا فى مجاملة زميلهم بصفعة أو ركلة ، تحطم كرامتى ، و الأهم نظارتى الجديدة ( لا تتعجب لأنه عندما تكون النظارة تساوى مرتب الشهر أو أكثر فستحتل يقينا جزءا كبيرا من تفكيرك ، حسب حجم مرتبك !).
لا بأس بالانتظار ، مرت ربع ساعة أخرى ..
و اخيرا انتهى الأمر ، و سأعود لبيتى.
فى الأتوبيس كان الزحام شديدا ، و لسبب ما لا أدريه حتى الآن - و غالبا لن أعرفه أبدا- ، نشبت مشاجرة بين من خلفى و من بجانبى.
بدأت المشادة الكلامية ، ثم تطورت لمشادة "ملابسية " ، ثم تطايرت اللكمات و الصفعات ، و أنا لا شأن لى بالأمر كله.
و لكن "لطمة طائشة" أصابتنى و أطارت النظارة ..
و التى استقرت على الأرض ، و مرّ عليها نصف الشعب ..
و هكذا فقدتهما معا نظارتى ، و قبلها كرامتى.
نوفمبر 1997
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق