ما أن عبرت بوابة محطة المترو حتى بدا لى المشهد مغايرا لما اعتدت عليه ،
وبالأخص فى الفترة الأخيرة ، فالأضواء أحالت الليل الى نهار، وقد انتشرت
علامات الحياة فى أرجاء المنطقة ودب فيها نشاط له بريق خاص.
تباطأت خطاى
متأملا الصورة الجديدة ، وكأن الوجوه تبدلت غير الوجوه ، والجميع قد انخرط
فى حالة من السعادة المطمئنة ، فبرغم الزحام ينساب الناس فى الطرقات
وكأنما تحفهم الملائكة وكلما مررت بدار عبادة أجدها وقد امتلأت عن آخرها
حتى أتساءل كم نحتاج منها لو أقبل الجميع بلا استثناء لآداء الصلاة ؟
و قبل أن أنغمس فى التفكير انتزعنى من شرودى طفل يجرى ممسكا بفانوس ملون وقد
فاجأته دراجة مسرعة وأمه تصرخ فيه "حاسب يا مينا "
أمسكت الأم بابنها
تعاتبه بينما نظرت لملامحها المصرية الاصيلة ،
وابتسمت مكملا طريقى بين دوى
المفرقعات الذى لايلتفت اليه أحد فهى شقاوة الصغار وفرحتهم باللعب بينما
يلقون الصواريخ محاولين جذب انتباه المارة ،
وحادثتنى نفسى ان الصغار فى
سوريا الشقيقة يتلقون الصواريخ بصدورهم والعالم لازال يرفض الانتباه .
تابعت المسير ومن حولى تتزايد مظاهر الفرحة التى تغلف كل شىء وكأن المشاكل
كلها قد تبخرت فلم يعد لها أثر فى النفوس وحلت بدلا منها بعض الطقوس التى
تغيب عنّا عاما كاملا قبل ان تعود لتخفف عنا وطأة الحياة ، وتسرب إلى أذنى
قادما من العدم لحن يبعث شعور خاص يحمل رائحة الطفولة والصبا ويدفع بلذة فى أوصالى استمر عقلى فى ترديده حتى وصلت لموطنى ودلفت الى الداخل لتستقبلنى أمى بابتسامة مهنئة وهى تكمل محادثاتها الهاتفية للاقارب والاصحاب ،
دخلت
لحجرتى ودونت على ورقة :
نحن من نصنع حياتنا واذا دفع أحدهم اليك بأية أعذار
فقد ذكره بأول يوم من هذا الشهر
المقال ملكية فكرية لكاتبه فقط ، و لا يجوز نقله أو اقتباسه دون إذنه.
الآراء المنشورة بالمقال خاصة بكاتبها و ليس بالمدونة.
تم النشر بموافقة من كاتب المقال.
الآراء المنشورة بالمقال خاصة بكاتبها و ليس بالمدونة.
تم النشر بموافقة من كاتب المقال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق