Powered By Blogger

السبت، 22 ديسمبر 2012

الخلاف السياسى بين الواقع و الفيلم الهندى !!

المقال مهدى للمهندس هانى المنيعى أحد من علمونى ، و صاحب فكرة المقال فى أحد تغريداته.
للمزيد عن المهندس هانى المنيعى فضلا اتبع الرابط

   أعود للكتابة عن السياسة على مضض ، صار السباب هو بطل الخلاف ، و صار الإنصاف رفيقا للعنقاء و الخل الوفى !ِ
شاهد جميعنا فى صغره الموجة الأولى من السينما الهندية ، و بطلها شبه الأوحد أميتاب باتشان ، عصر شريط الفيديو الذى انقرض .. 

كانت قصة الفيلم تكاد تكون واحدة ، لابد من شرير يسيىء لبطل الفيلم أيما إساءة ، يقتل والديه ، و جيرانه ، و كلبه و قطته ، و يسرق مخدته و لحافه !!
 و لهذا ضرورة "درامية" ، و هى تبرير كل العنف الذى سيرتكبه البطل ضد الشرير ، و هو عنف يصل لمرحلة الكارتون ، حيث يقاتله بكل الممكنات بدءا من السيوف و الرماح و حتى الهليكوبتر ، و ينتهى الفيلم بقتل الشرير و تدمير و محو كل آثاره من على ظهر الأرض ، مع أغنية لطيفة !
الفكرة كما لخصها المهندس هانى المنيعى هى "شيطنة " الآخر / الشرير  ، و بالتالى كل الشر الذى سيرتكب ضده هو عنف مبرر دراميا ، و له غطاء "انسانى" ، 
و نتعاطف معه بالتبعية !!
المشكلة أننا بخلفيتنا السينمائية العظيمة ، نقلنا هذا الأسلوب "الدرامى / البدائى" لحياتنا السياسية ، فصار الخلاف السياسى ، فيلما هنديا لابد أن ينتهى بتدمير العدو !
الأمر الذى يتضمن بالضرورة ، ذم كل ما يفعله الشرير ، حتى و لو كان أنه يغسل وجهة فى الصباح ، و يغسل أسنانه مرتين ، هو شر طالما أنه هو فاعله !!
و يتضمن بالضرورة رفض أى تقارب أو تحاور ، أو أى صيغة تعامل انسانية مع الآخر / الشرير ، لأن هذا يعنى بالضرورة قتل مبدأ التدمير النهائى !
و لا رؤية من جوانب أخرى ، لأننى أنا المخرج ، و هو الشرير !
هذا النموذج  المعرفى فى الخلاف ، إن صح التعبير ، قد يصلح فى الأفلام الهندية الثمانينة و لكن ..
أيها السادة عندى لكم خبر :
فى الواقع هذا النموذج لا يوجد !
و لايمكن تطبيقه إلا  إذا كانت لديك مزايا خارقة مثل هذا الرجل !
 

ملحوظة الصورة خدعة !
 
سوف ينتهى الخلاف ، و تستمر شراكتنا فى الحياة ، و لا تبقى إلا حزازات الكراهية تؤلم نفوس الكارهين ، و تعيقهم عن الحياة !
عزيزى المصرى : 
بص فى المراية ، أنت مش أميتاب و الله !     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق