Powered By Blogger

السبت، 5 نوفمبر 2011

ذكريات جيش 1

مشهد 1 :

   طابور الصباح فى معسكر جيش ، أحد المجندين يتقدم ليقرأ بعض آيات من القرآن 
و أحد الأحاديث النبوية من ورقة بيده ، كما قرر ذلك قائد المعسكر من أسبوع.
(قرر الإلقاء و ليس الورقة).
يخطىء القارىء كالعادة فى القرآن الكريم ، و يخطىء أيضا فى قراءة الحديث ، 
و تتصاعد الهمهمات داخل الطابور بين مصحح و مستنكر ، و الهمهمات داخل طابوركهذا شيىء جلل لمن لا يعلم.
توجهت بعد انصراف الطابور لأحد الضباط الذين أستطيع التحدث معهم بحرية سائلا عن سبب إصرارهم على هذا المجند الذى يخطىء فى قراءة القرآن و لا يعرف الترتيل ، 
و يخطىء فى قراءة أحاديث يعرفها الأمى !
رد علىّ ردا بليغا :
- هو ده المطلوب ! ، أنا ممكن أسألك أين تعلمت الترتيل ؟ المدارس المصرية لا تعلمه ، فمن أين تعلمته ، ....


مشهد 2 :

   فى أحد طوابير الرياضة فى معسكر جيش ، يمر أحد صف الضباط (رتبة عسكرية للمتطوعين فى الجيش و تشبه نسبيا أمين الشرطة) ، و يلمح أحد المجندين له ذؤابة خفيفة من الشعر تحت شفته السفلى.
يعود مسرعا و يسأله بحدة :
أيه ده يا أفندى ؟
و يسأله المجند بتوتر :
- فى أيه يا أفندم ؟
يشير صف الضابط للسبع شعرات تحت شفته السفلى سائلا : 
أنت هتربى دقنك فى الجيش و لا أيه ؟
يتوقف صف ضابط آخر و يمر بسرعة وسط صفوف السرية ( تشكيل مكون من 200 فرد ) و يلمح عددا آخر من " الملتحين " ، و علامة ذلك عندهم أن يمرر كارنيه الجيش عكس اتجاه شعيرات الذقن ، فلو سمع صوتا فأنت غيرحليق.
و تعلو صرخة صف الضابط مؤنبا المسئول عن السرية :
أيه ده ، وقف لى سرية الأخوان المسلمين دى على جنب ، هراجع دقنهم كلهم بنفسى.
للحق لم أر المسئول عنّا بهذا الرعب طوال معرفتى به ، كما رأيته عند ذكر كلمة سرية الأخوان المسلمين.


مشهد 3 :

  فى شهر رمضان ، بعد انتهاء العشاء و طابور المساء ، يقرر عدد من المجندين أن يصلوا التراويح معا فى فناء مبنى السكن ، بعد استئذان شفهى سريع من أحد المسئولين.
بدأوا الصلاة و كان عددهم حوالى 20 مجند لا أكثر ، و قبل الركعة الثانية وصل العدد لحوالى 400 فى صفوف متراصة.
عرفت عندها معنى "تكهرب الجو" ، عندما رأيت تحركات متوترة لصف الضباط ثم تحركات متوترة للضباط أنفسهم.
و بعد انتهاء الركعتين ، اصطحب صف الضباط بأدب الإمام لمكتب قائد المعسكر و هو عميد ، و الذى طلب منه بأدب جم عدم تكرار ذلك الأمر ، و كل يصلى بمفرده و لا مانع فى هذا.
ربما كان أدبه الجم راجع بعد أخلاقه الشخصية إلى أن زملائه صمموا على أن يصحبوه للعميد ، و ألا يذهب وحيدا.

القصص السابقة مهداة لكل من يتوهم وجود تحالف بين القوى الإسلامية على الساحة
و المجلس الأعلى أو وجود أى نوع من التنسيق ، سواءا من غير محبى الإسلاميين أو من الإسلاميين أنفسهم لو فيهم من يتملكه الوهم.




هناك تعليق واحد: