يشغلنى دوما و يحزننى أحيانا حال مصر بعد الثورة ، كيف صرنا كما نحن الآن ؟ أين يقع الخطأ ؟؟
لماذا تتأرجح خطواتنا و غالبا نحو الخلف ؟؟ و منّ الله عز و جل علىّ بحضور دورة مع الدكتور طارق السويدان استمتعت بها جدا ، و لدهشتى كان جزء من الدورة يشمل علم التغيير.
و قال الدكتور السويدان أن علم التغيير هو أحد علوم الإدارة ، و أن التغيير ليس عملية عشوائية بل عملية علمية و لها قواعد و أسس و .. أخطاء !
و رأيت أن أشارك بعض ما سمعت حول علم التغيير مع كل مهتم بحالنا و حال ثورتنا.
أول ما قيل عن قواعد التغيير أنه لا توجد طريقة تضمن نجاح التغيير 100 % ، و لكن الاجتهاد و الأخذ بالأسباب تزيد من فرص النجاح.
و ثانى ما قيل أن علم التغيير مثله مثل أغلب علوم الإدارة علم انسانى و ليس علما تطبيقيا ، و بالتالى الصواب و الخطأ فيه تقديرى ، و ما سيذكر تاليا كحلول إما إجماع من علماء الإدارة أو اتفاق الأغلبية.
الثورة هى نوع محدد من أنواع التغيير و هو التغيير الجذرى الذى له أثار طويلة المدى و ليس مجرد تطويرات أو تحسينات.
هذه هو التعريف الدقيق للثورة !!
دواعى التغيير :
هناك علامات رئيسية تشير إلى ضرورة إجراء تغييرات جذرية مثل :
- عدم الرضا الداخلى
- عدم الرضا الداخلى
- الفشل
- تراجع النتائج
- تقدم المنافسين
وما سبق هم أهم أربعة علامات من العلامات الكبرى.
و ظهور أى من هذه العلامات يشير إلى أن وقت التغيير الجذرى قد حان.
و ظهور أى من هذه العلامات يشير إلى أن وقت التغيير الجذرى قد حان.
و لكن ....
هل هذا هو الداعى الوحيد للتغيير ؟
و لنطرح سؤالا أوضح هل النجاح كاف للاستقرار و عدم التغيير ؟
هل يمكن استمرار النجاح دون تغيير ؟
و الإجابة أن هذا وهم كبير !
و هذا إجماع من علماء الإدارة ، استمرار النجاح ليس مضمونا باستمرار الظروف و الاستقرار !
و لهذا الأمر مرجع كبير فى علم الإدارة اسمه
What Got You Here, Won't Get You There
Written By : Marshal Goldsmith
و شرح ذلك سهل و ميسور ، فعند بدء نشاط ما ، أكون فى وضع محدد و لى أهداف محددة بحسب وضعى و إمكاناتى ، و عند نجاح خطتى ، تتغير كل معطياتى و بالتالى استمرارى فى نفس الخطة السابقة هو فشل فى حد ذاته.
و هذه رسالة لكل دعاة الاستقرار و المحافظة على مسيرة النجاح !!
أنواع التغيير الجذرى :
- تغيير مفاجىء يستغرق من 3-5 شهور
- تغيير تدريجى يستغرق من 3- 5 سنوات.
أيهما أفضل فى نتائجه ؟؟؟
التغيير المفاجىء أفضل من حيث النتائج !
و لماذا ؟
لأنه لا يعطى الفرصة لتكوين مقاومة ضد التغيير الحادث ، و جدير بالذكر أن 70 % من فشل أى تغيير يحدث بسبب المقاومة الداخلية للتغيير (الثورة المضادة مثلا ؟ ).و هذا الأمر مجمع عليه بين علماء الإدارة.
و التدرج فى التغيير يعطى الثورة المضادة الفرصة لتنظيم صفوفها و التفنن فى إفشال الثورة.
تكلفة التغيير :
عند إجراء أى تغيير جذرى ستحدث بلبلة و عدم استقرار فى المنظمة (فترة انتقالية مثلا ؟) ، و سيؤثر ذلك على الأداء و النتائج و حتى العلاقات (و هذه حقيقة علمية).
السؤال هو كم تستمر هذه البلبلة ؟
بلبلة التغيير تستمر من شهرين إلى ثلاثة شهور فقط !!
و يمكن عمل تغيير جذرى كل ستة شهور.
إذا ما سبب طول بلبلة الفترة الانتقالية فى مصر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الإجابة هى أن من يدير الفترة الانتقالية إما جاهل أو متواطىء.
ما هو أول تغيير جذرى نبدأ به ؟؟
يظن العديد أن أول تغيير جذرى يجب أن تقوم به هو إعادة النظر فى القيادات العليا فى المنظمة ، و تثبيت الأكفاء و الاستغناء أو تغيير مناصب غير الأكفاء.
و هذا خطأ واضح ، لماذا ؟
إذا فعلنا هذا أشعلنا المقاومة (الثورة المضادة) ، بل يجب علينا أن نطمئن الناس على مناصبهم و نؤمنهم و ذلك لسببين :
- ربما يكونوا أكفاء فعلا و لا داعى لتغييرهم.
- حتى فى حالة الرغبة فى تغييرهم لا نغيرهم جملة ، بل نغيرهم فردا فردا خلال عدد من الشهور.
ردود فعل الأفراد تجاه التغيير :
عندما تنتشر الأخبار بأن هناك تغيرات جذرية قادمة فى منظمة فسيبدأ معظم الأعضاء أو الموظفون بالتفكير فى آثار هذا التغيير عليهم شخصيا (فقدان منصب أو نفوذ أو خسارة مالية و نحوها) ، و سيقدم معظمهم مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة للمنظمة. (و هذه حقيقة علمية).
و بالتالى فالخوف من التغيير عرض طبيعى جدا ، و نرى شبيه هذا فى رفض الكفار لتغيير ما كان عليه آبائهم و اقرأ إن شئت قول الله عز و جل :
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ [البقرة 170]
بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ [الزخرف 22]
و هنا يبرز دور علم الإدارة فى مجابهة مخاوف الأفراد من التغيير بتطبيق القاعدة الشهيرة و الفعالة
What's In It For Me
ما مصلحتى فى هذا التغيير ؟
لما أحس الناس بأهمية الثورة لهم على المستوى الفردى تدفقوا كالسيل للشارع ، و بعدها لما فقدوا الإحساس بأهمية الثورة لهم (و لهذا موضع كلام آخر) صارت الثورة يتيمة !
و عدم حدوث تغييرات تحسن من الحال اليومى للفرد الخاضع للتغيير (فى حالتنا المواطن المصرى) هو أمر يعضد الخوف الفطرى من التغيير و يقويه و يحوله من مريد للثورة إلى كافر بها.
و هذا الكلام ببساطة يحمل شبهة تواطؤ أكثر من شبهة الجهل ممن يدير الفترة الانتقالية !
ميكانيكة التغيير :
فى أحد المنظمات الكبرى (مصر مثلا ؟) توجد مشكلات رئيسية فى الإنتاج و الخدمة و التسويق و الإدارة.
السؤال : كيف نغير هذا الحال المتدهور ؟
السؤال : كيف نغير هذا الحال المتدهور ؟
هل بالتركيز على تحسين الواقع و حل المشاكل أم بالإبداع و الإتيان بجديد ؟
فلسفة التغيير :
لا تغرق فى التعثر اطرح رؤية جديدة و إبداع جديد و حلول غير تقليدية.
و كما قال أينشتين لا يمكن حل المشكلات بنفس العقليات التى انتجتها !
(إهداء خاص لكل فلول المرشحين).
و للكلام بقية ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق