هذا هو مقالى الأخير فى هذا الموضوع الذى سأمت من الكلام فيه بصراحة ، و لكن لما كثر القيل و القال ، و ظهر سوء النيات و طفح ، و صارت رائحة الوطن و الحوار لا تطاق ، وجب على كل من يملك رأيا أن يقوله تأثما على الأقل.
ذكرت سابقا فى مجموعة مقالات مصر الآن و غدا و التى كتبت بعد أحداث كنيسة القديسين فى مطلع العام ما أراه حول هذا الموضوع.
(أنا أفترض غرورا منى أنك تتابع مقالاتى بشغف و تنتظرها !).
و لكن الآن جدّ جديد مريب ، إحراق كنيستين فى أمبابة تحت مسمى صدام طائفى بين السلفيين و الأقباط.
و أكل الخوف على الوطن قلوبنا ، و انطوت صدورنا على حزن مؤلم ، مصر الآن على شفا حرب أهلية ، كما ذكرت الصحف.
و لكن ما الذى حدث حقيقة ؟؟
لا أزعم أنى كنت هناك ، و لا أزعم أنى أعلم الحقيقة من مصادرى الخاصة ، و لكن أزعم قدرتى على تحليل الأحداث و فلترة المعلومات التى تعرض علينا ، ثم تكوين رؤية شبه واضحة للحقيقة.
هل السلفيون هم السبب ؟
أزعم أن الإجابة لا ، و لم ؟
لم يعرف عن التيار السلفى أى ميل للعنف طوال تاريخه ، و كل أدبياته تحض على البعد عن العنف ، بل إن هذه كانت المذمة الكبيرة التى كان الناشطون السياسيون ذوو الصبغة الإسلامية يلومون السلفيين عليها ، و يعيرونهم بها.
حتى المهتمين بدعم المسلمين الجدد من ائتلافات ، قاموا قبل الثورة و بعدها بما يزيد عن 15 مظاهرة فى مختلف أنحاء مصر للمطالبة بالكشف عن مصير كاميليا شحاتة ، و لم يسمع فى أى منها إلقاء سواك على مسيحى أو كنيسة (رغم توفر السواك معهم بكثرة).
إمبابة التى زعموا سابقا فى منتصف التسعينات أنها صارت جمهورية أمبابة الإسلامية ، تحت إمارة الشيخ جابر و الجماعة الإسلامية و التى خلدها وحيد حامد فى الفيلم الممل حتى النخاع دم الغزال ، لم يحدث خلال هذه الإمارة المزعومة أى تهديد لأى كنيسة.
حتى الشيخ السلفى الذى استدعته الشرطة لمخاطبة المحتجين قال أنه لم يقتنع برواية الزوج الذى حشد الحشود لاستعادة زوجته و قال هذا الكلام للحشود و قال : إن هذه فتنة، وموضوع وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة مختلفان عن هذا الموضوع تماما، وقلت باللفظ إن هذا الموضوع يمكن معه أن يجعل إمبابة تولع، فيه شىء غريب يا إخوة.
و قالت الأخبار السابقة أن الزوج المزعوم ذهب لمسجد التوبة و طلب الدعم من المصلين ، هذا الكلام يفترض أن كل سلفى يحمل معه فى المسجد رشاشه و مولوتوفه ، أم أن المسجد يوزعها عليهم ؟
ما علينا !!
إذن ماذا حدث ؟
من الذى حرق و حطم و قتل و دمر ؟
كما يقول العارفون : ابحث عن المنفعة.
من المستفيد مما حدث ؟
للأسف كثيرون : من أول إسرائيل و حتى بقايا النظام السابق و الفاسدون فى كل مكان.
خبر يتهم إسرائيل
خبر يذكر حادث مشابه لاقتحام قسم شرطة شبرا ، و سيارة توزع السلاح مجانا على المشاركين ، يا ترى كان فيه أوفر على السلاح ؟
يعنى أحنا كده براءة و زى الفل ؟ لأ طبعا ، أمال أنا بكتب ليه !!
نحن محدثى حرية ، و هذه حقيقة ، عاشقى دكتاتورية و هذه حقيقة أخرى.
هذا هو ما نعانيه ، عك سياسى بعضه بسوء نية.
مثلا : حكم حظر النقاب داخل لجان الامتحان و الذى تم بناء على فتوى من أحد المشايخ ، لا أفهمه على الإطلاق ، هذا تحكم غير مفهوم ، و اعتداء على الحرية الشخصية غير مسبوق ، و الأغرب أن أحدا من جمعيات حقوق الإنسان لم يتكلم و لم يعترض !!
هل الحرية فى خلع الملابس فقط و ليس فى ارتدائها ؟ هذا سلوك محدثى الحرية.
قارن هذا مثلا بسلوك بعض ممثلى هوليوود ردا على دعاوى حرق القرآن و إعلانهم أنهم مسلمون ليوم واحد من باب التضامن !
طبعا هذا الكلام ليس للقدوة ، و لكن للتدليل على أن من عاش فى الحرية وقتا كافيا ، يعرف قيمتها و يعرف قيمة الاختلاف.
الحملة المريبة على كل ما يحمل اسم سلف ، بدءا من تدمير الأضرحة و الذى لم يثبت تورط أى سلفى فيه ، بل وقيام أستاذ من جامعة الأزهر بالتصريح بأنه طلب من أهله فى الصعيد سلاحا آليا لحماية الأضرحة !
و لما لم تثبت هذه التهمة ، و نفتها النيابة فى الخبر التالى
، لم يهتم الإعلام الموجه ، و مضى فى حملته الموجه ، و تمسك بالأذن المقطوعة ، و صار هناك حد جديد فى الإسلام هو حد قطع الأذن !!
و قال المواطن الطيب أنه تنازل عن حقه فى سبيل وحدة الوطن
بل و استقبله شيخ الأزهر مواسيا !! و أمر بعلاجه على نفقة الأزهر
و بدا الأمر غريبا ، قبطى يقطع السلفيون أذنه فى قنا ، الصعيد بلد العصبيات ، و لا يتحرك أهله أو عائلته للدفاع عنه ؟ مع أن هذا عار عليهم ؟
و زال العجب لما علمنا من الأستاذ بلال فضل أن الأمر كان خلاف بين صعايدة على تأجير شقة مشبوهة ، و انتهى بمعركة و أن المذكور تنازل عن حقه خوفا من تحريك دعوى قضائية ضده.
و رغم ذلك هناك من ما زال يجعجع بأن السلفيين قادمون ، خبئوا آذانكم !!!
و رغم حدوث حوادث أخرى تستوجب الاهتمام قتلت فيها زوجة و طفليها ، فإن الإعلام المحايد لم يهتم ، الأمر الذى دعى كاتبا مثل بلال فضل للتساؤل عن السبب فى المقال التالى رابط
ثم كاميليا و ما أدراك ما كاميليا !
امرأة اختفت من بيت زوجها لفترة ، ثم أعادها أمن الدولة لزوجها ، أمن الدولة ده طيب قوى ، بيعمر البيوت !!!
و ظهر على الأنترنت تسجيل لشخص يدعى الشيخ أبو يحيى قال فيه أنه ذهب معها للأزهر لإعلان إسلامها و لكن الموظفين رفضوا ، و تم اختطافهما معا من الشارع إلى أمن الدولة و اختفت بعدها.
كلام ليس له دليل مادى ، و لكن لما يقدم موقع نصرة كاميليا شحاتة كل وثائقها الشخصية على صفحاته
فالأمر غريب ، إذن نحتاج توضيحا ؟
لا توضيح ، هو كده !
استدعاء من النيابة لحضورها ، لا لن تحضر.
تسكن فى الصعيد و توكل محاميها من شهر عقارى بالقاهرة ! عادى جدا !
كما علقت سابقا فى مقال مصر اليوم و غدا 3
- يحزننى أن يكون الرد فى قضايا المسلمات المختفيات (كمثال وفاء قسطنطين و كاميليا شحاتة) هو الصمت التام رسميا و فعليا.
الأمر ليس مشكلة فتاة أو أمرأة ، بل هو مشكلة احترام متبادل و ثقة متبادلة ، لو اهتزت سيهتز معها الوطن ، و لنأخذ كمثال تعامل المواطنين مع التصريحات الحكومية حول رخاء المعيشة و كون مصر من الدول الناهضة ، يراها الجميع تصريحات لملء فراغ الصحف بالسواد ، لا نريد أن تكون الثقة بين عنصرى الأمة مثل هذه الثقة.
نريد مصارحة و مكاشفة.
الأمر ليس مشكلة فتاة أو أمرأة ، بل هو مشكلة احترام متبادل و ثقة متبادلة ، لو اهتزت سيهتز معها الوطن ، و لنأخذ كمثال تعامل المواطنين مع التصريحات الحكومية حول رخاء المعيشة و كون مصر من الدول الناهضة ، يراها الجميع تصريحات لملء فراغ الصحف بالسواد ، لا نريد أن تكون الثقة بين عنصرى الأمة مثل هذه الثقة.
نريد مصارحة و مكاشفة.
نشر هذا الكلام فى فبراير و حتى الآن لا جديد !
حملة إعلامية ضد كل ما هو إسلامى ، بدأت باستدعاء ذكريات قتل السادات من خلال الاحتفاء غير المبرر بعبود الزمر ، و مرورا بكل ما ذكرناه فى المقال ، تصيد لأخطاء كل ما هو إسلامى و تعتيم على أخطاء الغير :
قارن مثلا ما أُثير حول غزوة الصناديق للشيخ الحوينى ، و ما أثير عن تصريح الداعية حازم شومان عن الليبرالية ، و ما قاله عمرو حمزاوى عن طلب إباحة زواج المسلمة بمسيحى !
قارن مقدار الثورة و الشحن الإعلامى بين هذه التصريحات.
تابع مقال عمر طاهر 9-5 عن الموضوع
الجرح عميق ، ثلاثون عاما من الجهل و الفكر الواحد ، و التعليم الذى ينمى الجهل و الحماقة ، يطفح الآن من العقول.
البحث عن الأفكار السريعة المعلبة ، و ترديدها بسرعة 1 ميجا.
عدم القدرة على فهم الاختلاف ، و التعامل معه.
هذه هى مشكلاتنا على اختلاف التيارات.
ماحدش عايز يسمع كله عايز يتكلم لوحده !
ملحوظة أثناء كتابة هذا الكلام صدر تصريح من النيابة العسكرية بأن رجل أعمال مسيحى هو وراء الأحداث !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق