كتبت من قبل مقالا حول نفس الموضوع فى ظروف مختلفة تماما ، و لما تغيرت الظروف و المواقف وجب تحديث المقال.
رابط للمقال الأول
هل حمى الجيش الثورة فعلا ؟
لماذا انضم الجيش للثورة ضد قائده الأعلى ؟
الكاتب مصطفى بكرى كتب فى أخبار اليوم سلسلة طويلة من كفاح المشير ضد التوريث و ضد الرئيس ، و هذه حقائق لا أملك الحكم عليها ، و لكنها للأمانة مذكورة ضمنيا فى تسريبات ويكيليكس.
لماذا انضم الجيش للثورة ؟
قد يكون فى الأمر قرارا وطنيا ، و لكن هذا ليس هو الدافع الوحيد.
الجيش المصرى هو جيش الشعب حقيقة لا كلاما مرسلا ، قوام الجيش من المجندين
و ليس من العسكريين المحترفين.
حتى النسبة الكبرى من الضباط صغار الرتب فهى من ضباط الاحتياط ، حملة المؤهلات العليا المجندين لثلاث سنوات.
الإحصائيات الشائعة تقول : عدد القوات 320 ألف فرد منهم 250 ألف مجند تقريبا.
رابط للرقم من ضمن مجموعة الروابط المتاحة
لو فرضنا صدور أمر بالتعامل العسكرى الحازم مع متظاهرى التحرير فى يوم 28 يناير أو ما تلاه ، ماذا كان سيحدث ؟
( حاشية : أنا أفترض أن الجميع يعلم أنه وقت انتشار الوحدات ، يعامل الكل على أنهم فى ساحة قتال ، بمعنى أن الأمر واجب التنفيذ فور صدوره ، و الامتناع عن تنفيذ الأمر يعد خيانة عظمى عقوبتها الإعدام ).
فور انتشار الجيش فى التحرير يوم 28 يناير ، و قوامه كما قلنا من المصريين المجندين ، بمعنى أن من يحمل السلاح و يرتدى الزى العسكرى هو زميل سابق حقيقة لا مجازا لمن يتظاهر فى التحرير.
فلو أصدر قائد ما أمرا بإطلاق النار على المتظاهرين ، فإن نسبة كبيرة من الموجودين لن تنفذ الأمر ، و عاقبة هذا تعرضهم لعقوبة الإعدام ، و من يقدم على فعل كهذا (عصيان أمر مباشر) لن يسلم نفسه ليعدم ، بل ببساطة سيقاتل من أجل حياته.
لذلك كان إصدار مثل هذا الأمريعنى انقساما داخل الجيش و تهديد بعصيان ، و هو أمر مخيف لمن يعقل.
لذا فعدم إصدار هذا الأمر ليس تفضلا ، بل هو الحل الوحيد المنطقى المتاح وقتها ، و هو ما فهمه قادة المجلس العسكرى و غفل عنه المخلوع و رجاله.
نقطة أخرى عرفتها قدرا من أحد الفلول الذين أتعامل معهم من حين لآخر ( الرجل كان عضوا بالحزب الوطنى و أحرق الكارنيه يوم 28 يناير ) ، قال أن التعامل العنيف مع المتظاهرين فى التحرير ( فى أبريل) لإخلاء الميدان سبقته شائعة سرت بين الجنود بأنه تم ضبط شاب و فتاة من المعتصمين داخل خيمة فى وضع مخل ، و عليه فقد توجه العديد من الجنود إلى ضباطهم طالبين إعفائهم من حراسة "المسخرة".
و هذا يفسر صدور الأمر و تنفيذه فورا و بحسم.
بينما لم يتم تنفيذ مثل هذا الأمر فى يوم السفارة 9/9 ، و تم التعامل الأمنى بواسطة الأمن المركزى.
طالما حافظنا على صورتنا الثورية لدى الجندى البسيط ، فنحن فى أمان تام ، و لا خطر علينا من اشتباك مع الجيش ، لأن الشعب واع مهما قالوا غير ذلك.
و هذا يعيدنا للنقطة الأساسية : تنظيم حملة دعائية للشعب بلغة الشعب و أسلوب الشعب لإعادة حشد القوى خلف الثورة من جديد.
هذه هو الضمان الوحيد لتحييد الجيش ، و هذه هو الحل الوحيد لكل من يخشى من انقضاض الجيش على السلطة.
ليس معنى هذا ألا نتظاهر ، و لكن نضيف لهذا حملة توعية شعبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق