Powered By Blogger

الجمعة، 6 مايو 2011

ساعة اللقاء

   من أعظم علامات الحب و أكثرها يقينا ، علامات اللقاء.
أول علامات اللقاء عندما تقترب أما من مكان اللقاء أو حتى موعد اللقاء ، ناهيك بالحبيب نفسه ، عندها تضطرب دقات قلبك ، عله يناديك حررنى من سجن صدرك و دعنى أرحب بالحبيب ، فأنا سبب كل سعادتك بحبيبك فلولاى لما كان هناك حب و لا غيره.
قد تكون من أعتى الأبطال و أقسى الرجال و أكثرهم صلابة و تحمل ، و لكن عندها لا تملك نفسك ، لابد أن يضطرب قلبك ، بل و قد تصطك ركبتاك و كأنك مساق للإعدام.
التلعثم فى الكلام من أشهر العلامات و أكثرها طرافة ، و إن كانت أكثر تحكما من الاضطراب القلبى ، تجد أمهر المتكلمين و إن كان من أمهر الخطباء و أكثرهم جذبا للآذان فى أى مجتمع و مجلس ، تجده مرتبكا حائرا.
ترى أهذا من الموقف ؟ أم من اضطراب الخاطر أم من شغل العقل وعاء الفكر باستقبال شعاع الحبيب فى فرصة للقاء.
أعتقد أنه من انشغال العقل بلقاء الحبيب و محاولته التمتع بكل لحظة فى وجود الحبيب و كأنها آخر لحظة فى العمر ، و دليلى على هذا أن الصمت الذى يكون مملا فى كل مجلس ، يكون فى الغالب شهيا فى مجلس اللقاء.
لا أعرف حبيبا ملّ من جلسة حبيبه حتى و إن قضاها فى تقشير البصل.
الحبيب هو الحبيب و إن كان صموتا.
أهم العلامات التى تعرف منها كونك عاشقا حتى النخاع ، ضياع الوقت فى الكلام دون إحساس بذلك ، و كيف يحس المريض بوقت الجراحة ؟
خلق الوقت للعقل ، و خلق اللقاء للقلب ، و لا جمع بين الاثنين.
حين نلتقى يتصل حبل الكلام و لا ينقطع -إذا ما استثنينا عيوب الارتباك عند لحظة المكاشفة- ، يتصل و يتصل ، و يمتد و يمت بلا نهاية ، و يكون أشهى كلام تكلمته فى حياتك رغم أنه فى الغالب لو سجلته و سمعته بعد ذلك لكان كلاما لا رابط له و لا معنى ، بل معظمه غث ، و لكن العبرة ليست بالكلام ، بل بمن يتكلمه و متى يتكلمه و كيف ينطقه.
بل إن هناك من يرى أن انقطاع الكلام بعد اتصاله دليل على موت الحب - راجع فترة الخطبة و بعد الزواج بعدة سنوات كمثال-.
و من علامات خصوصية اللقاء ، استقصار اللقاء و إن طال ، و استبعاده و إن تقارب ، تمنى دوامه دوما ، ليل نهار.
من علامات خصوصية اللقاء أيضا انك لا يمكن أن تنسى تفاصيله ، و الأهم تركيزك الشديد فيه ، فقد تدهسك سيارة أو يمر أحدهم على قدمك و لا تنتبه بل تكون فاقد التركيز كأنك مخدر ، فأيهما أولى بالتركيز فى رأيك : العالم المزدحم الموجود دوما أم ذاك الوجه الفاتن الذى تطارده طوال الليالى لتظفر منه بنظرة.
من أشد خصوصيات لحظة الفراق أن ترى الحوار ينبت و يثمر فى اللحظات الأخيرة ، و ما هى سوى محاولات لإطالة أمد اللقاء و لو لثوان ، و لكنها قطرة أمن تشتاق للقاء فى لحظة الفراق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق