Powered By Blogger

الثلاثاء، 22 فبراير 2011

الثورة على الثورة المضادة -- ضوء خافت للثورة المصرية

تشغلنى كما يشغل جميع المصريين حاليا ، سيناريوهات عدة تتداولها الأقلام ، و الأفواه حول استعداد فلول العصابة للانقضاض على الثورة المصرية ، و عودتنا إلى ما كان فى قديم الزمان
كلام و سيناريوهات الثورة المضادة مقنعة و لها وجاهتها للأسف ، و لا يسعنا تجاهلها ، حتى إن لم نكن مقتنعين بخطورتها ، فالاقتناع و عدمه يقبل فى الأمور الأنسانية ، أما فى الأمور الجسام ، فالحزم هو الطريق الوحيد.
و لما كنت لسبب أو لآخر خبيرا فى طرق النصب ، فقد لاحظت ان من يدافع عن الثورة يتعامل بقدر من السذاجة مع سيناريو الثورة المضادة ، نحن نخشاها و لكن نحتاج لتعامل ماكر و لئيم ، لنفلّ كيد الدهاقنة الذين نواجههم.
مثلا : يطلب الشعب ليل نهار ، إلغاء قانون الطوارىء ، و هذا بحق طلب غريب ، فلا توجد بلد تعيش دون قانون طوارىء ، قانون الطوارىء هو القانون الاستثنائى فى أى بلد و يطبق أوتوماتيكيا فى حال الحروب و الكوارث الطبيعية و ما شابه ، فمثلا فى أمريكا تم تطبيق قانون الطوارىء فى وقت حدوث إعصار كاترينا
2005 فى الولايات المتضررة .
يجب علينا ببساطة تعديل طلبنا ليكون وقف العمل بقانون الطوارىء و العودة للقانون المدنى للدولة ، مطلب لن يزايد عليه حتى البلطجية.
إلغاء أمن الدولة ، أمن الدولة جهاز غير قانونى أصلا ، بمجرد العودة للقانون الطبيعى ، تنتهى سطوة أمن الدولة نهائيا !!
الأمر الثانى إطلاق سراح المعتقلين ، عدد المعتقلين فى مصر طبقا للإحصاءات غير الرسمية ، لأننى لا أعرف أن هناك إحصاءات رسمية ، من 14 ألف إلى 18 ألف معتقل ، و الوزير السابق صرح فى مجلس الشعب ردا على استجواب أنه لا يعرف الرقم بدقة !!
لا يعقل أن نطلب لإطلاق سراح كل هؤلاء ، لأن منهم على الأقل خمسة أو عشرة أفراد من المجرمين الجنائيين ! ( ممكن يكونوا 15 مش متأكد ) حتى عندما أعلن رئيس الوزراء الحالى الإفراج عن
500 معتقل ، صرح بأنهم جنائيين !!! ، فلنعدل طلبنا ، بعمل لجنة قانونية مكونة من عدد من أعضاء القضاء المستقلين و المشهود لهم بالنزاهة و هم كثرة ولله الحمد ، لدراسة كافة ملفات المعتقلين و بحثها و البتّ فيها ، خلال فترة زمنية محددة ، و الأمر لن يستغرق الكثير لأن أغلبهم حاصل على العديد من أحكام البراءة التى لم تنفذ ، ثم تنتقل ذات اللجنة بعدها لبحث ملفات المحكومين بالمحاكم الاستثنائية كالمحكوم عليهم بالقضاء العسكرى و هم مدنيين ، و تقييم أوضاعهم. ، ثم نخضع ثلاجات أمن الدولة لنفس اللجنة ،
طلب لا يستطيع أن يختلف عليه أحد
المشكلة الحقيقية فى رأيى هى الإظلام الحكومى ، عذرا الإعلام الحكومى ، و هو مازال حكوميا و إن هلل للثورة الآن ، فهو مصدر الداء ، مصدر الخلاف سابقا و حاليا و مستقبلا ، أنا شخصيا أقاطع الإعلام الرسمى تماما ، من صحف و مجلات و قنوات فضائية ، و توصلت لاتفاق أعجب الكثير ممن عرضتهم عليه، بالبحث عن إعلام محايد ، و استقررنا بعد بحث على صحيفة المصرى اليوم و قناة
BBC Arabic ، إعلام محايد ينقل الخبر من كل زواياه و أنت شكل رأيك ، لا داعى للدفاع عن الجزيرة أو تشتيت الجهد حول مصداقية الإعلام الحكومى، هم كفونا هذا بأدائهم المتدنى المنحنى اللاعق لحذاء السلطان وقت الثورة ، فقط لنذكر الناس بهذا ، لأنهم يضعون السم فى العسل ، و يكسبون أرضا على حسابنا لو سمحنا لهم.
مثلا فى أخباراليوم الأثنين الصفحة الأولى : مانشيت عن اشتمال الوزارة المصرية فى التعديل لأول مرة على أفراد من المعارضة و مستقلين.
خبر عادى ؟
، طبعا لا ،
معارضة لأيه ؟؟ النظام كله سقط ، و هم يصيغون الخبر كأنه منحة من الحكومة ، الأمر قد يكون بسيط و لكن تأثيره النفسى التراكمى قوى (و هذا مجال عملى).
فلنقاطعهم جميعا و ندعو كل من حولنا لمقاطعتهم و نوحد جهودنا حول إعلام محايد ، و لندرك أن الخلاف وارد ، فليس كل المظلومين يرحب بالثورة ، رفض التغيير عادة و طبيعة بشرية مستقرة نوه عنها و سجلها القرآن الكريم فى أكثر من موضع " إنا وجدنا آبائنا على أمة و إنا على آثارهم مقتدون" ذكرت فى مواضع عدة ، بألفاظ مختلفة ، تخيل أن الناس ترفض إتباع وحى من السماء لأنهم يهابون التغيير ( جزء من الرفض و ليس كل الأسباب ) و ما حدث فى مصر ثورة بشرية ، الاختلاف حولها جائز ، فلنوفر حماسنا للإقناع لا للجدال.
البديل الوحيد فى ظل عدم وجود قناة موحدة أو منبر إعلامى نستطيع استغلاله ، هو الطريقة الأقدم فى الدعاية ، نقل الكلام Mouth to Mouth ، ( مش قصدى اللى فى دماغك يا عفريت ، كمل قراية و أنت تفهم) ، شارك فى الثورة على أقل التقديرات 8 مليون مصرى ، استشهد منهم 365 حسب التقديرات الرسمية ، و أصيب 5000 حسب التقديرات الرسمية ، هذا يعنى ببساطة انضمام كل أهلهم و أصدقائهم للثورة بقوة ، ،فلنحتضنهم و أسرهم و نسلط الضوء عليهم ، المصريون شعب عاطفى ، نحن مصريون ، فلنستغل هذا لصالحنا.
8 مليون مصرى ، يمكنهم أن يغطوا مصر بأكملها فى 10 أيام ، لو كلّم كل واحد منهم فردا من المحيطين به فى اليوم !!
يريدون تكريم الرئيس وعدم إهانته ، بسيطة ، السيد الرئيس المبجل السابق محمد حسنى مبارك ، حصل حاجة لما قلت كده ؟ ، لأ ، بس قفلت ثغرة فتنة ، و شبهة.
تريدون تكريم الرئيس ؟
أنا أيضا أريد تكريم الرئيس ، فليقدم إقرار الذمة المالية ، و ليقل لنا عن دوره فى كل ما جرى من نهب للبلد فى عهذه ، و هو رجل عسكرى و يعرف قاعدة الجيش الشهيرة " الحسنة تخص و السيئة تعم " ، كل النهب الذى ظهر فى عصره هو مسئول عنه طبقا للتقاليد العسكرية !.
التزكيز على الفساد السابق لقطع دابر فكرة العودة للقديم عند البسطاء ، نهائيا ، ما اكتشف من الفساد، كل هذه المليارات حوالى 10 -20 % من الحقيقة طبقا للحقيقة الجنائية الشهيرة حول نسبة ما اكتشف من الجرائم لما وقع.
التركيز على تناقض الإعلام الحكومى لأنه رأس الحربة فى الثورة المضادة ، و نقل أفكارنا ببساطة لرجل الشارع كل فى موقعه
الموضوع سهل جدا ، و المطلوب ليس تحويل المعارضين لمؤيدين ، بل توضيح التشويش و نقل الحقيقة ، و بعد ذلك ، لكل وجهة هو موليها.
التبرؤ من الإضرابات الفئوية هام جدا ، لأن من ماتوا لم يموتوا من أجل علاوة ! ، و ضعف الحكومة فى مواجهتهم و انحنائها لهم ليس بسبب الثورة ، بل هو لعمل حالة ارتباط شرطى ، تكمل ما حدث بفتح السجون على الشعب ، تريدون ثورة ، احفظ الدرس :
ثورة + حرية = فوضى + انعدام أمن و وقف حال।
فلنرجع إلى الاستقرار خ خ خ خخخ
فلنشرح هذا للناس ، الآن و بالأمس ، من كانوا فى التحرير لم يغلقوا البنوك ، و لا أوقفوا المخابز ، .....
من مؤهل لحكم البلد ؟ من القادم ؟ أى بنى آدم طالما هننتخبه و نقدر نحاسبه و نسيبه يكمل أو نمشيه .
تريد الشرطة فتح صفحة جديدة مع الشعب ، جميل ، اكسبوا ثقتنا ، قتلتونا و عذبتونا ، و كسبتم كرهنا عبر عقود ، و صارت هذه ثقافة ، غيروها بأنفسكم ، لن نساعدكم و لن نضادكم ، الأمر موكل إليكم.
نريد خطاب إعلامى يخاطب الأميين ثقافيا و المغيبين من شعبنا ، صياغة لكلام الثورة بمفاهيم الشارع حتى نوجه جهودنا لهدف واحد و لا نتشتت هنا و هناك।
نريد أن نتعاون فيما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه كما قال الأمام حسن البنا ( طبعا دى مش محاولة التفاف على الثورة ، بس رد الكلام لمصادره كما تعودنا)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق