خرافات الوحدة الوطنية
من الأشياء التى يروج لها البعض بصفتها من نماذج الوحدة الوطنية التى ينبغى على الكل الاقتداء بها ، نموذج الصداقة التى جمعت بين نجيب الريحانى و بديع خيرى طوال حياتهم ، و التى لم يعرف فيها أى منهم ديانة الآخر إلا من حادث عرضى فى أواخر أيامهم ، حيث عرف بديع خيرى المسلم أن نجيب الريحانى مسيحى.
رابط للقصة
للوهلة الأولى تبدو القصة جميلة ، و لكن هل هى النموذج ؟
بقليل من التفكير أراها ليست كذلك ، فمعنى هذه القصة و عهدتها على راويها ، انه خلال عمرهم الطويل ، لم يمسك الريحانى بكتاب الأجبية مثلا ليصلى ؟ (كتاب الأجبية هو كتاب يحوى صلوات لها مواعيد محددة ، على مدار اليوم حسبما قال لى أصدقائى).
و لم يصل بديع خيرى أى جمعة طوال حيلته ، فضلا عن أى صلاة أخرى من الصلوات الخمس !
لأنه لن يصلى سرا ، لأننا تعدينا مرحلة التخفى بالدين بعد الهجرة !
القصة قد تكون صحيحة وقد لا تكون ، و لكن العبرة أنها لإذا صحت فهى نموذج للذوبان الثقافى و ليس للمواطنة ، أرى أن نموذج المواطنة السليم هو مثلا عندما يأتى زميلى فى الجيش أثناء توزيع نوبات الحراسة و يخبرنى أننى إذا رغبت فى مبادلة نوبة الجمعة معه لأصلى الجمعة ، فهو لا يمانع.
و أن أخبره بأن طعام اليوم مطهو بالزيت النباتى ، بعد أن سألت صديقى فى المطعم ، لأننى لاحظت تحرجه من أكل هذا الطعام وقت صيامه.
هذه هى المواطنة التى نبغيها ، احترام متبادل ، لا ذوبان.
و لنا فى القصة التى ذكرها شيخنا الغزالى فى أحد كتبه القديمة من الستينات عن ذلك الرجل العربى الذى تزوج امرأة فى أحدى الدول العربية ، و بعد عدة سنين من الزواج فوجىء بأنها اختفت هى و أولاده ، و وجد رسالة منها تقول أنها ملت من الحياة معه و سافرت لإسرائيل هى و أولادها و أنه يمكنه اللحاق بها لو أراد.
و علق الشيخ أن هذه الفترة كان اليهودى يذهب لهيكله يوم السبت ، و المسيحى يذهب لكنيسته يوم الأحد ، و المسلم لا يذهب لأى مكان.
هذا النموذج نموذج غير سليم ، و التغنى بالعودة له ليس هو الحل.
الحل فى التعايش المحترم المبنى على فهم خصوصية كل منا ، تقبل كل منا للاختلاف ، و ليس محاولة طمسه.
يتابع
من الأشياء التى يروج لها البعض بصفتها من نماذج الوحدة الوطنية التى ينبغى على الكل الاقتداء بها ، نموذج الصداقة التى جمعت بين نجيب الريحانى و بديع خيرى طوال حياتهم ، و التى لم يعرف فيها أى منهم ديانة الآخر إلا من حادث عرضى فى أواخر أيامهم ، حيث عرف بديع خيرى المسلم أن نجيب الريحانى مسيحى.
رابط للقصة
للوهلة الأولى تبدو القصة جميلة ، و لكن هل هى النموذج ؟
بقليل من التفكير أراها ليست كذلك ، فمعنى هذه القصة و عهدتها على راويها ، انه خلال عمرهم الطويل ، لم يمسك الريحانى بكتاب الأجبية مثلا ليصلى ؟ (كتاب الأجبية هو كتاب يحوى صلوات لها مواعيد محددة ، على مدار اليوم حسبما قال لى أصدقائى).
و لم يصل بديع خيرى أى جمعة طوال حيلته ، فضلا عن أى صلاة أخرى من الصلوات الخمس !
لأنه لن يصلى سرا ، لأننا تعدينا مرحلة التخفى بالدين بعد الهجرة !
القصة قد تكون صحيحة وقد لا تكون ، و لكن العبرة أنها لإذا صحت فهى نموذج للذوبان الثقافى و ليس للمواطنة ، أرى أن نموذج المواطنة السليم هو مثلا عندما يأتى زميلى فى الجيش أثناء توزيع نوبات الحراسة و يخبرنى أننى إذا رغبت فى مبادلة نوبة الجمعة معه لأصلى الجمعة ، فهو لا يمانع.
و أن أخبره بأن طعام اليوم مطهو بالزيت النباتى ، بعد أن سألت صديقى فى المطعم ، لأننى لاحظت تحرجه من أكل هذا الطعام وقت صيامه.
هذه هى المواطنة التى نبغيها ، احترام متبادل ، لا ذوبان.
و لنا فى القصة التى ذكرها شيخنا الغزالى فى أحد كتبه القديمة من الستينات عن ذلك الرجل العربى الذى تزوج امرأة فى أحدى الدول العربية ، و بعد عدة سنين من الزواج فوجىء بأنها اختفت هى و أولاده ، و وجد رسالة منها تقول أنها ملت من الحياة معه و سافرت لإسرائيل هى و أولادها و أنه يمكنه اللحاق بها لو أراد.
و علق الشيخ أن هذه الفترة كان اليهودى يذهب لهيكله يوم السبت ، و المسيحى يذهب لكنيسته يوم الأحد ، و المسلم لا يذهب لأى مكان.
هذا النموذج نموذج غير سليم ، و التغنى بالعودة له ليس هو الحل.
الحل فى التعايش المحترم المبنى على فهم خصوصية كل منا ، تقبل كل منا للاختلاف ، و ليس محاولة طمسه.
يتابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق