Powered By Blogger

الخميس، 26 يوليو 2012

رسالة إلى رئيسنا د. مرسى 2 ـــ هشام السيد

لمرة أخرى:
   النهج الإصلاحي في لحظات الثورة قتل لها، ولعل الشهور الماضية خير دليل.

حتى لا نعيش في الوهم:

1. أنجح الثورات هي التي قضت على النظام القديم تماما، وكلما كانت أسرع في إنجاز هذه المهمة كلما كان نجاحها أقوى.

2. الثورات الفاشلة هي التي فشلت في القضاء على "النواة الصلبة" للنظام القديم ، 
أو اتخذت مسارات طويلة متدرجة فانتهت قبل أن تلتقط أنفاسها.

3. من يقرأ تاريخ الثورات يعرف أن الثورة لم يهدأ لها بال طالما ظل "مركز قوة وحيد" خارج السيطرة.. والأمثلة طويلة لا يحتملها المقام.

4. المعركة الفعلية تدور حول "الجيش، الشرطة، المخابرات" بما يتفرع عنها من أجهزة أمنية.. ثم الخارج. أي انشغال بمعارك في ساحات أخرى هو معالجة العرض لا المرض.. وآخرها الفشل.

5. المعارك الإعلامية والقانونية والفتن الطائفية والأزمات الاقتصادية كلها تؤول في النهاية إلى هذه الأجهزة، فهي مصنوعة داخلها وتنفذ عبر عملائها.

6. لمرة أخرى: النهج الإصلاحي في لحظات الثورة قتل لها، ولعل الشهور الماضية خير دليل.

7. طبيعة الشعوب أنها تحب الزعيم القوي وتحميه بأكثر مما تتحمس لحماية الزعيم الضعيف الطيب.. فيجب أن نرى من السيد الرئيس محمد مرسي قوة وزعامة الآن قبل الغد، وغدا قبل بعد غد

انتزع صلاحياتك فلن يقبل الشعب تعليق أخطائك على "الدستوى المكمل"
أين قرارك بإلغاء الإعلان الدستوري المكبل؟
لماذا تأخرت قراراتك با سيدي؟ التأخير ليس في صالح الوطن !!
ثم ماذا تنتظر يا سيدي؟ أين الأمن ؟ أين انضباط الشارع؟
أنت المسئول الآن أمام الله وأمامنا يا سيدي
لماذا لا تصارحنا بالأسباب الحقيقية للتأخير؟

لا خير فينا إلم نقلها .. ولا خير فيك إلم تسمعها ..
إعلم أنك علي قدر ما تصارحنا به علي قدر ما تزداد ثقتنا بك ..
 وما زلنا ننتظر ...
فلا تجعل علمك بحبنا لك وأخوتنا لك تغريك بصبرنا وسكوتنا عليك إن أخطأت أو قصرت!!
   شارك الناس فيما يحدث واركن إلي الله وإلي شعبك ولا تركن للذين ظلموا وأفسدوا .. فإن أنت فعلت ذلك فإن الله لن يخزينا فيك ولن يخزيك فينا ..
 
سيدي الرئيس مرسي
 قد وصلت على أكتاف الثوار والشرفاء، وهؤلاء لا يفهمون ولا يرحبون بمعارك الغرف المغلقة والمناورات.. لئن خسرتهم فلقد خسرت

لن ترضي عنك الفلول ولا إعلام القذارى حتى لو اتبعت ملتهم
كشر عن أنيابك
إضرب بلا هوادة وبيد واثقة غير مرتعشة
خلفك ملايين المؤمنين

الدكتور محمد البلتاجي
أرى أن الرئيس بالغ في إحترامه لأحكام القضاء الدستوري و بنى قراره على أكثر التفسيرات تشددا وهي التي قالت بأن بطلان النصوص الأربعة لا يقف عند حد الأعضاء الحزبيين على المقاعد الفردية وإنما يمتد ليؤثر على كل أعضاء البرلمان وبالتالي دعا الرئيس لإنتخابات برلمانية مبكرة عقب الإستفتاء على الدستور الجديد وعقب وضع قانون إنتخابات جديد
ولكن الرئيس إستخدم صلاحياته في تصحيح قرار تنفيذي غير دستوري أصدره المجلس العسكري بحل البرلمان ترتب عليه تغييب السلطة التشريعية والرقابية وإستمرار المجلس العسكري في الحكم (سلطة تشريعية ودستورية + متحكم في السلطة التنفيذية للرئيس وللحكومة من خلال تحكمه في الموازنة العامة للدولة) بعد 30يونيو ! ! ! فأصدر هذا القرار الجمهوري لمنع الفراغ المؤسسي الذي وظفه الإعلان الدستوري المكمل.

 أليس عجيبا أن الذين يملأون الشاشات اليوم حديثا عن عدم أحقية الرئيس (المدني المنتخب) في القرار الجمهوري الذي أصدره هم ( الوحيدين) بين جموع الشعب الذين صمتوا على القرار العسكري بحل البرلمان وسكتوا عن إستمرار العسكر في الحكم من خلال الإعلان المكمل بل هللوا له ودافعوا عنه ! ! ! .

هل رأيتم في العالم دولة مدنية تتولى المؤسسة العسكرية فيها السلطة التشريعية أو الدستورية أو تضع الموازنة العامة للدولة ? ! فما بالكم أن يحدث هذا في أعقاب ثورة مدنية ( وليست إنقلابا عسكريا) وأن يحدث هذا في أعقاب إنتخابات برلمانية ورئاسية (غير مسبوقة شهد بها العالم) !!!

أليس عجيبا أن يكون بعض دعاة الدولة المدنية الدستورية هم أنصار الدولة العسكرية في أبشع صورها والتي لم تحدث حتى طوال الستين سنة الماضية  .


وأخيرا
 سيادة الرئيس
   تترس بشعبك ودعك من الموهنين والخائنين والمسوفين واعلم أنك أمام الله مسئول ولا ينفعك التحجج ولن يناصرك الشعب إن لم يروك تعمل لصالحهم بدلا عن الصمت الرهيب المخيم علي مؤسسة الرئاسة وتذكر أن محمد نجيب ألقي في المعتقل سنين ولم يذكره أحد رغم صلاحه وضعفه ، و سلمها لعبد الناصر.

وأذكرك أيضا بعبد القادرعودة وإعدامه وأن الشعب لم ير إلا ما قاله له إعلام عبد الناصر عنه.

ولا تكن كعصام شرف والجنزوري يأتون بخطابات ثوريه وإصلاحية تبعث علي التفاؤل ويستبشر الناس ثم يأتي الصمت والأزمات فيلعنهم الناس مع اللاعنين.

سيدي الرئيس :
   مرتين أمسك المرتشون والمفسدون عن الفساد في الدوله بعد تنحي مبارك وبعد توليك ثم عندما رأوا أن لا جديد عادوا لسيرتهم الأولى.

لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ما تَعِد                   وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد
وَاِستَبَدَّت مَرَّةً واحِدَةً                      إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِد

المقال ملكية فكرية لكاتبه فقط ، و لا يجوز نقله أو اقتباسه دون إذنه.
الآراء المنشورة بالمقال خاصة بكاتبها و ليس بالمدونة.
تم النشر بموافقة من كاتب المقال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق