Powered By Blogger

الثلاثاء، 1 مايو 2012

هل يمكن تصحيح مسار الثورة ؟

  خنقنى اليأس كما خنق الكثيرين ، و أكره الاعتراف بهذا أكثر مما أكره حدوثه !
و لكن لما كانت عادتى أن أبحث عن الضوء فى نهاية النفق (ليس ضوء الموت الذى تتحدث عنه الثقافة الغربية ، بل ضوء الأمل القادم من لدن الله عز و جل).

و كلما خنقنى اليأس ، و منع عنى هواء الأمل ، و الأمل حياة ، هرعت للبحث عن حل فى ضوء ما أعرفه من علوم الإدارة ، و علم التغيير أحدها.
لدينا مشروع ثورة لم يكتمل ، هل من الممكن أن نكمله ؟
نظريا الثورة مشروع تغيير له قواعد كما سبق و قلنا فى مقالات سابقة.
رابط للمقالات مقال 1 ، مقال 2
التغيير عموما له ثلاثة أنواع فقط (هذه طبعا أحد التقسيمات و ليس كلها ) لا غير :
- تغيير من القاعدة للقمة  و لكن : لو لم تلتزم به القيادة سيفشل
- تغيير من القمة للقاعدة  سريع لكنه يجد مقاومة
- تغيير متكامل ، يجتمع فيه نوعى التغيير السابقين بنسب متفاوتة ، و هو الأفضل.

   بدأت ثورتنا كنوع من التغيير من القاعدة للقمة ، و للأسف لم يكتمل هذا التغيير ، بسبب تواطؤ القمة  ، و فساد الإعلام ، و انقسام النخب.
و ليس لنا فى الوقت الحاضر من سبيل لإتمام التغيير من القاعدة ، فلا سيطرة لنا على الإعلام و لا التعليم و هما كما يعلم الجميع من أهم وسائل التغيير.
( الإعلام يغير الواقع الحالى ، و التعليم يغير الواقع المستقبلى ).
   أنا شخصيا لا أرى أنه يمكن إنقاذ الثورة عن طريق التغيير من القاعدة ، لأننا نلمس جميعا تيار الريح ضد الثورة و الثوار فى الشارع ، قاتل الله من حرك هذه الريح.
يقول علم التغيير : أسرع و أسهل (و ليس بالضرورة أفضل) طريقة إحداث تغييرات جذرية هى تغيير الشخص الأول فى المنظمة بشرط أن يختلف جذريا عن الشخص السابق.
هذا الكلام سمعته بأذنى من د. طارق السويدان
التغيير من القمة هو الحل الوحيد الباقى لهذه الثورة.
 الأمل فى ثورة أخرى هو أمل أراه بعيدا ،
 ليس أبعد من نجاح التغيير من القاعدة مرة أخرى ، و لكنه بعيد نظرا لمعايشتى للشارع ، و عدم وضوح الرؤية فى الشارع على الإطلاق ، و عدم وضوحها للحقيقة عند الكثير من النخب.
الشارع الذى ساند الثورة و تبناها عاطفيا فى فبراير 2011 ، هو الآن ينبذها فى فبراير 2012 ، و الأمل فى تفجر ثورة شعبية جديدة على مستوى الثورة السابقة أو حتى ربعها أراه وهما على مستوى الواقع.

    بقى لنا فقط انتخابات الرئاسة لنأتى من خلالها برئيس يقود مصر الثورة إلى ثورة تتحقق.
الظروف المحيطة بالانتخابات مريبة ، حقيقة لا خيال فيها.
و لكن كما قال القدماء ليس من الحكمة أن يكسر الأعرج عكازه على رأس خصمه !
  مقاطعة الانتخابات القادمة هو بالضبط أمل سكان الدولة العميقة فى مصر ، قادة الثورة المضادة و مموليها و أباطرة الفساد.
فكل أملهم أن يتم تغيير مدير دولة الفساد بمدير جديد ، و عندها يكونوا قد حافظوا على دولتهم الحبيبة دون أن يمسها سوء.
و أملنا أن نستبدل رئيس دولة الفساد برئيس ثورى يكمل الثورة لطريقها.
و لكن هل هذا ممكن فى الواقع الحالى ؟
هل هناك بين المرشحين من يمكنه أن يقوم بهذا الدور ؟

يستكمل ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق