Powered By Blogger

الثلاثاء، 10 يناير 2012

روبسبير الثورة المصرية د. أحمد عبد المؤمن

  بقلم د. أحمد عبد المؤمن

  في البداية أحب أن أوضح أن مقالتي ليست هجوما على الثورة في حد ذاتها و إنما انتصارا لقوى الاعتدال و التعقل.
   أما بعد فلمن لا يعرف روبسبير أقول إنه محام و سياسي فرنسي كان من أهم الشخصيات المؤثرة في الثورة الفرنسية و هو يعد من أشهر السفاحين في التاريخ حيث تسبب في قتل ستة ألاف شخص خلال ستة أسابيع فقط فيما عرف بحكم الإرهاب و كل هذا بحجة حماية الثورة من أعدائها.
روبسبير هو من صمم على إعدام لويس السادس عشر و زوجته بالمقصلة و قال جملته الشهيرة  "يجب على لويس أن يموت ، لأن الأُمّة يجب أن تعيش "
و هو ما حدث فعلا.
روبسبير كان متأثرا بالفكر الاشتراكي و متعصبا لأفكار الكاتب جان جاك روسو السياسية و الإجتماعية.
روبسبير الذي نادى بحرية مطلقة للصحافة و المزيد من الحريات الدينية و المدنية 
و عارض بشدة عقوبة الإعدام هو نفسه و يا للعجب الذي أعدم بالمقصلة ستة ألاف شخص خلال ستة أسابيع كان من ضمنهم معظم قيادات الثورة الفرنسية و كذلك الجيرونديون
( و هم المنتمون إلى الحزب الجمهوري المعتدل ، أحد أكبر الأحزاب السياسية خلال الثورة الفرنسية ) ، أي أنه لم يسلم منه حتى شركاؤه في الثورة و الكفاح.
أعدم روبسبير كل هؤلاء بواسطة قانون" التشكيك" الذي كان ينص على :
أن الأشخاص يمكن أن يتعرضوا إلى الاعتقال والمعاقبة بالموت بسبب :
تصرفاتهم ، علاقاتهم ، كلماتهم ، كتاباتهم أو ممن يطرحون أنفسهم على أنهم مناصرون للطغيان.
أما الأن فسؤالي هو كالتالي : إذا قدر لليبراليين الوصول إلى السلطة و نجحت مساعيهم لهدم الدولة و مؤسساتها بما فيها الجيش و بناء الدولة على أساس نظيف ، فمن سيكون روبسبير الثورة المصرية ؟
لا تقولوا لي لن تبرز شخصية شبيهة في مجتمعنا لأن ثورتنا مختلفة عن الثورة الفرنسية لأنني أزعم أن  معظم النخب المثقفة الليبرالية المطروحة جديرة بتقمص شخصية روبسبير و بشدة.
و تصريحاتهم المتداولة كلها تصب في إتجاه التعصب و الراديكالية و الاستقطاب 
و تسفيه رأي الأخر بل تخوينه في معظم الأحيان  فمعارضيهم في الرأي إما فلول 
و إما عبيد و إما راكبي الثورة و لاعقي أحذية المجلس العسكري و إما بائعي دم الشهداء من أجل كراسي البرلمان و إما مأجورين و إما مغيبين و مخدوعين و جهلاء.
و الغالبية العظمى من المثقفين الليبراليين يستخدمون في مهاجمة مخالفيهم في الرأي خطابا في غاية الانحطاط و ألفاظا غاية في السوقية و القسوة و هذا في رأيي من أسوأ أنواع الإرهاب الفكري.
و لو وصل هؤلاء إلى السلطة لكانوا أقسى على الشعب و أشد وطأة ممن قامت الثورة لتسقطهم ، وذلك لأنهم يحتقرون عامة الناس و ينظرون بفوقية وتعالي على من سواهم ، و لبدأوا أول الأمر بالتخلص ممن زاملوهم في الثورة و الكفاح ممن ليسوا على هواهم الفكري كما فعل روبسبير.
أخيرا أتمنى ألا يصل هؤلاء إلى السلطة بأي شكل حتى لا يكون لدينا روبسبير جديد أو أكثر من روبسبير.



للمزيد عن روبسبير فضلا اتبع الرابط
                          رابط آخر
المقال ملكية خاصة لكاتبه و الآراء المنشورة فيه تخص كاتبه فقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق