Powered By Blogger

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

حول أحداث التحرير

   و رغم الحزن و تمنّى أن نموت قبل أن نرى ما رأينا ، نظل أحياء ، و كوننا أحياء يفرض علينا أن نفكر.
  أيا كان سبب ما حدث ، و أيا كان عدد الشهداء ، و أيا كان من شارك و من لم يشارك ، ما حدث لا يترك لنا فرصة للتفكير فى خيارات.
لو أن أختك قالت لك أن زوجها صفعها ، فقد انتهى أوان التفكير و التأنى ،  التفكير فى خراب البيت أو إعماره ، التفكير و التأنى يأتى قبل الخبر لا بعده.
فى هذه اللحظة الفارقة من تاريخ الوطن لا يسعنا أن نفكر ، بل نذهب و نتضامن ، لو أن فيديو رمى جثة شهيد فى القمامة حدث فى فلسطين لاشتعلت الجامعات بالمظاهرات ، الحدث أقرب من فلسطين بكثير ، ربع ساعة بالمترو !!

    أسف المجلس العسكرى ليس له محل من الإعراب لأن الأسف يقبل ممن دهس قدمى فى الأتوبيس و ليس ممن فقأ عينى ، و إلا فلم اعترضنا على أسف إسرائيل لقتلها جنودنا على الحدود ؟!!

       تغيير الحكومة مجرد هراء و ضوضاء ، لأن تغيير الحكومة لم يوقف الضرب على الأرض و لم يوقف سيلان الدم فى الميدان.

      أكذوبة اقتحام الوزارة فى نهاية محمد محمود ، أكثر الأكذوبات شيوعا و منطقية ، الفكرة ببساطة أنه فى يوم السبت تحديدا كلما ترك المتظاهرون هذه الجبهة مفتوحة تنساب منها قوات الأمن لتهاجمهم لأنهما مكان المدد الاستراتيجى لهم ، و هذا أمر مجرب 
و معروف من زمن الثورة.
    أما الكلام عن اقتحام الوزارة ، فهذا هراء هو الآخر ، فالوزارة ليست كعبة أبرهة الأشرم حتى يكون هدف الثورة اقتحامها ، و لو كان هدف الثوار اقتحامها لاقتحموها بسهولة بالغة ، الثوار فى فبراير فى أول مليونية كان عددهم 2.5 مليون مصرى فى الميدان ، هل يمكن صد 2.5 مليون بشرى عن هدف ما ؟
إسرائيل نفسها بكل جيشها لا تستطيع صد هذا العدد و لو كان مسلحا بالدعاء فقط !
وجود الثوار على أول شارع محمد محمود حفظ للنفس ، و و قاية لمن فى الميدان !

       أى كلام عن أى تفاوض ، مجرد هباء ، لا تفاوض إلا بعد وقف الضرب على الأرض و سحب القوات ، أى كلام عن تفاوض بينما ينشغلوا هم  بتغيير الوضع على الأرض يشبه التفاوض مع إسرائيل مع استمرارها فى الاستيطان ، و نتائج هذه التفاوض يعرفها كل ذى عينين !

     مليوينة الغد لو تمت بحشد بالغ ، ستكون النقطة الفارقة و تطفىء نار الفتنة و ترد المجلس العسكرى لصوابه ، رأينا جميعا جنودا من الجيش تضرب المتظاهرين بقسوة بالغة ، و هذا الأمر له اعتباره.
لو تمت مليونية متقنة ستعيد المعادلة الشهيرة لواجهة الموقف :
مظاهرة + شعب = ثورة
بينما المعادلة الآن
ثورة - شعب = مظاهرة

الدعوة لتنحى المجلس العسكرى الآن ، و تسليم السلطة لمجلس رئاسى مدنى ، هو كلام قديم مرفوض من شهر مارس الماضى ، من يعين هذا المجلس و من يحدد صلاحياته ، و من يحدد أعضائه ؟
أى كلام يفرق و لا يوحد الصفوف هو ضد صالحنا الآن.
رزقنا الله فرصة أخرى لوحدة الصف ، لو أضعناها فلا نلومن غيرنا.
التزام المجلس العسكرى بمطلب الشعب بانتخابات رئاسية بحد أقصى أبريل 2012 مع التزامهم بتأمين و نزاهة الانتخاب هو المطلب السليم لتغيير سليم.

  طبعا كل الكلام عن حال البلد الاقتصادى المتدهور هو كذب صراح.
و لنا أن نذكر أن ذخائر الداخلية نفذت جميعها فى عصر 28 يناير ، و لم تستمر  معهم أكثر من ثلاثة أيام ، رغم فارق معدلات الضرب و الاستعمال (معدلات الاستعمال أعلى بكثير فى هذه الأيام).
الآن نحن فى بداية اليوم الرابع و ما زال معدل استعمال قنابل الغاز و الذخائر يشى بكرم شديد !
من استورد هذه الذخائر المحرمة ؟
و من مول هذا الاستيراد ؟

تأجيل الانتخابات أو عدم الالتزتم بنزاهتها ليس مطروحا أصلا ، فحدوث مثل هذا سيكون إعلانا صريحا للتمسك بالسلطة من قبل المجلس العسكرى ، و نذكر أنفسنا و غيرنا 
أن الجيوش لا تنتصر على الشعوب أبدا !

المطلوب الآن حسبما أرى و بالترتيب :
- سحب القوات الآن  و  وقف الاعتداء على الثوار الآن.
- الاعتذار الرسمى من المجلس العسكرى عما حدث الآن.
- لجنة تقصى حقائق بالمشاركة مع القوى الثورية و ليس دونها و تحديد حد زمنى  أقصى لعملها.
- إعلان خطة هيكلة وزارتى الداخلية و الإعلام بمشاركة شعبية من قوى الثورة خلال أقصر وقت ممكن (الحد الأقصى هو الذى يحدد لاتمام المهمة).
- إعلان الجدول الزمنى المطلوب من الشعب ، و الذى وافقت عليه أغلب القوى الثورية فى جمعة المطلب الواحد و ما سبقها من جمعتين ، و هو انتخابات رئاسية بحد أقصى ابريل 2012 .

جميع الكاريكاتير من أعمال الفنان كارلوس لاتوف

هناك تعليق واحد:

  1. اللهم احمي مصر و كل من فيها من الأخيار و وحد صفوفهم ):
    plz take care

    ردحذف