Powered By Blogger

السبت، 17 سبتمبر 2011

معالم على طريق النصر

بعض من الذكريات ، بعضها من معلومات طبية قديمة ، بعضها من خبرات و قراءات.
هذا وقتها للمشاركة فى تحديد طريق النصر ، كما أظن !

- Always play the Game, Never let the Game plays you
حقيقة بسيطة يعلمها كل من مارس يوما أحد ألعاب القتال الفردى ، ليس المنتصر دوما هو الأقوى أو الأمهر ، قد يكون الأكثر خبرة و حنكة.
لأن الأمر ببساطة مرتبط بمسار المنافسة ، كيف تخضع خصمك لأسلوبك.
كيف تبدأ المباراة بطريقتك ، و تستغل مزاياك ، حارما خصمك من استغلال مميزاته.
كيف تحرم خصمك من التفكير عن طريق إلهائه بهجوم منظم حتى تشل تفكيره 
و تخضعه لسيطرتك.
حدث هذا فى ثورتنا لما أخذنا المبادرة ، و أدرنا المعركة بطريقتنا فى التحرير ،
و حققنا هدفنا وقتها.
و لما صرنا نسير المسار الذى يحدده خصمنا ، و هم كل أعداء الثورة دون تحديد ، حرمنا من مميزاتنا و صارت ثورتنا ردود أفعال.
لن نستعيد انتصارنا إلا باستعادة تحكمنا فى مسار المنافسة.
ردود الأفعال لا تكسب معركة إلا نادرا [ قارن حرب 1967 و حرب 1973 مثلا ]. 


- اختر أسلحتك بذكاء و استعملها بذكاء.
  قال لى الطبيب الأكثر خبرة و هو يعلمنى :
أين تعلمت أن تعطى مضادا حيويا دون مزرعة فى مريض مقاوم للعلاج مثل هذا ؟
و ليتك وصفتك مضادا حيويا عاديا ، بل وصفت مضاد حيوى اجتمع الأطباء على تجنيبه من الاستعمال فقط لحالات السل المقاومة للعلاج !!
إذا لم يتحسن مريضك على هذا العلاج ، فلن يكون فى إمكانك أن تقدم له علاجا آخر ، لأنك بدأت العلاج بالعكس ، بدأته من الخط الأخير للعلاج.
لا أعلم لم أتذكر هذا الكلام كلما سمعت عن دعوة لمليونية يليها اعتصام كرد على كل ما نراه ليس فى مصلحة الثورة.
أنا أدرك أن هذا سلاح ناجع ، مجرب ، و من الصعب أن أقنع من خلع مبارك من التحرير بأن يجرب طريقة أخرى.
و لكنى أسأل ، ما هو الخطوة التالية ؟
لنفترض أن اعتصامنا لم يحقق هدفه ، ما الخط الثانى ؟
لم يبق سوى العصيان المدنى ، و الذى يليه بعدة سنتيمترات حرب أهلية !
لم لا نحرك خطوطنا إلى الخلف قليلا و نزيد من خياراتنا و ننوع منها ، لنحفظ لأنفسنا ذخيرة مناسبة للتفاوض حولها ، و مخزونا استراتيجيا للانتصار.
وسائل الضغط الإعلامي التى استعملناها ضد بعضنا البعض فى الاستفتاء ، لم نستعملها أبدا ضد أعداء الثورة ، ما زال الإعلام عنصر هدم فى الثورة.
ليكن لدينا مدفعية إعلامية تنقل للناس رؤيتنا ، و تقصف مواقع الأعداء دون مواجهة.
ليكن لدينا جهاز منظم للشائعات ، يحرك الرأى العام و يقيسه و يحدد مدى الاستجابة للمطالب التى قد نعرضها قبل عرضها.
لم لا نستغل الخبرات التسويقية و الدعوية المختلفة المتوفرة لكل قوى الثورة فى دعمها إعلاميا ، خبرات التواصل التى اتبعها الأخوان فى انتخابات مجل الشعب من باب لباب ، خبرات دعوة الطريق التى يجيدها جماعة التبليغ و الدعوة.
المكالمات و الرسائل شبه العشوائية التى اتبعتها بعض الأحزاب فى انتخابات 2005.
اللائحة لن تنتهى ، و لن أكملها وحدى لأننى لم أعش ألف عام لأعرف كل الحلول !
و أهم أسلحتنا وحدة الصف ، نتعاون فيما لا يسعنا الاختلاف عليه.

- إذا انتفت النكاية وجب الانهزام.
مبدأ فقهى قديم ، و ضعه أجدادنا فى فقه الجهاد [ نعم للجهاد فقه و قواعد ].
 خلاصته : أنه إذا فرضنا أن هناك سرية صغيرة من المسلمين انعزلت عن الجيش لسبب ما و واجهت عددا يفوقها من الأعداء ، كيف تتصرف ؟
هل تقاتل و يستشهد جميع من فيها ، أم تفر و تحفظ نفسها لقتال قادم ؟
سؤال يبدو إنسانيا ، و كلا الحلين له منطق يؤيده.
أعفانا أجدادنا من الإجابة بقاعدتهم :
يجب عليهم الفرار إذا كان موتهم لن يحدث نكاية فى العدو وعرفوا النكاية بأن يقتلوا عددهم أو أكثر من العدو ، فإذا تحققت النكاية ، حق لهم التفكير فى اختياراتهم ، من ثبات و قتال أو فرار و تأهب لقتال أفضل.
و لكن إذا انتفت النكاية ، و صار قتلهم مجانيا دون عائد ، وجب عليهم الانهزام.
و لعمرى هذا يشبه القاعدة الشهيرة فى حساب جدوى المشروعات :
Cost / Benefit Ratio 
و هى نسبة الربح لنسبة التكاليف و المخاطرة ، و هل الأمر مجدى أم لا.
لا أعلم لم أحس بأن هذا الأمر غائب عنا كثيرا ، مسيرة العباسية الشهيرة لتقديم الاحتجاج الشهير ، هل تم هذا الحساب فيها ؟

- دوما عالج الأمراض لا الأعراض ، الطب تشخيص أولا
عندما يأتيك طفل محموم ، فإن الخطوة الأولى هى خفض الحرارة ، و لكن هذا ليس علاجا.
لأنك لو اكتفيت بخفض الحرارة دون البحث عن السبب فقد ينتهى الحال بمريضك ميتا فى الصباح بالتهاب رئوى حاد.
علاج المرض يشفى جميع الأعراض.
لم لما قام المجلس العسكرى بتفعيل قانون الطوارىء ، و هو أمر لا يختلف كثيرا عن حالنا قبل التفعيل ، هرعنا جميعا للتنديد بهذا العرض ،  لم ننتبه لعلاج المرض ، 
ألا و هو تطهير الداخلية للقضاء على الانفلات الأمنى ، و حل مشاكل قانون الانتخاب 
و الدوائر الانتخابية لتأمين انتخاب حر [ و كأن هذا التفعيل جاء خصيصا فى هذا الوقت ليشتتنا عن تعديل الدوائر الانتخابية و قانون الانتخاب ].
  
- ابدأ الآن ، خطة مقبولة الآن خير من خطة مثالية غدا.
لنفترض أنك ذاهب لحفل مهم مع زوجتك ، و كما نعلم جميعا أن أغلب النساء يرتدين ملابسهم فى قرن و نصف بعد الاستعجال.
لنفترض أن زوجتك لسبب ما قررت أن ترتدى شيئا مختلفا عن كل ما سوف ترتديه النساء فى الحفل لتكون مميزة ، و هذا هوس آخر !
و قررت أن تكلم جميع من تعرفهن من المدعوات لتعرف ما سيرتدينه ، لترتدى شيئا مختلفا و مميزا.
و بعدما أنهت المليون مكالمة الأولى ، جاءها هاجس مخيف : 
ما أدراها أنهم يقولون الصواب ؟ ما الضمان أنهم  لا يخدعونها و يخبرونها خلاف الحقيقة ؟ كيف تتأكد 100 % ؟؟
 ببساطة الضمانات 100 % غالبا غير موجودة فى حياة البشر ، و الاستعداد المثالى 100 % غالبا لا يتحقق ، و النجاح المبهر من أول محاولة غالبا ما كون وهما.
لم نصر على أن نطلب ضمانات في كل خطوة من بعضنا البعض ؟
ما الذى يضمن أن يقوم الأخوان بالوفاء بوعودهم الموجودة فى برنامجهم مثلا ؟!
كيف يمكن ضمان هذا ؟
بطريقة واحدة : استعمال آلة الزمن.
ذلك الهوس بالمثالية و النجاح المبهر من أول محاولة ، و مناطحة أعظم الدول خلال عشرة أيام من الثورة ، لن يتحقق ، و كل ما سيحققه المزيد من التردد و التأخر انتظارا للخطة المثالية التى لن تأتى !
نتحرك بخطة مقبولة الآن ، و نتعلم من أخطائنا فى الطريق فالديمقراطية تصحح أخطائها كما يقول الديمقراطيون.
أما التأنى حتى الموت طمعا فى تلافى كل الأخطاء المتوقعة و غير المتوقعة ، و توفير الضمانات المنطقية و غير المنطقية ، فسينتهى بنا جالسين فى مكاننا حتى النهاية دون أى خطوة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق