Powered By Blogger

الخميس، 15 سبتمبر 2011

حلول واقعية لمشاكل ثورية موجودة و خيالية 2

تفعيل قانون الطوارىء
  أعلن المجلس العسكرى تفعيل قانون الطوارىء ، و أعلنت وزارة الداخلية الاستنفار بعد أحداث السفارة.
و ثارت القوى السياسية عن بكرة ابيها ، تندد بهذا التفعيل ، و هذا أمر يحمد للواقع السياسى ، فحرص جميع القوى السياسية على الحرية ، و على تنحية قانون سيىء السمعة من حياتنا ، أمر محمود.
و لكن أن يصل الأمر لتنظيم مليونية ضد قانون الطوارىء ، و أن يصير هذا الأمر شغلنا الشاغل ، فأرى أنه سوء إدارة ، و عدم إدراك للأولويات.
و ذلك للأسباب التالية:
1- قانون الطوارىء أصلا لم يوقف حتى يفعل.
2- فى ظل عدم تفعيل قانون الطوارىء تم إحالة حوالى اثنى عشر ألف مصرى للمحاكمات العسكرية ، على حد تصريحات رئيس هيئة القضاء العسكرى.
تم هذا الكلام قبل تفعيل قانون الطوارىء.
 و تم استدعاء مذيعين و مدونين للنيابة العسكرية على خلفية اتهامات بإهانة القوات المسلحة أيضا قبل تفعيل قانون الطوارىء.
إذن ما الداعى من ذعرنا كثوريين من تفعيل قانون الطوارىء ؟
أنا أرى خبر تفعيل قانون الطوارىء تماما كأن يأتى صحفى نابغ ليحاور عجوز فلسطينى فقد ثلاثة أجيال من عائلته على يد إسرائيل ، و هدموا منزله عدة مرات ، 
و يقول له بكل ود و بلهجة العالم ببواطن الأمور :
عندى إحساس بأن الإسرائليين لا يكنون لك المودة ، هل تشاركنى أحساسى ؟!!
لا ينبغى للثوار أن يخافوا من قانون الطوارىء ،
ففى ظله قامت الثورة لو كانوا يفقهون ! 

بعدما قام المجلس العسكرى بالإعلان عن تفعيل قانون الطوارىء ،
فلنا رد فعل من اثنين :
- إذا كنا نرى المجلس طامعا فى السلطة ، متلاعبا بمقدرات الوطن ، نوجه جل جهدنا نحو ضمانات لانتخابات نزيهة و نوجه ضغطنا نحو تطهير لجنة الانتخابات العليا ،
و تعديل دوائر الانتخاب ، و تشكيل لجان شعبية لحماية اللجان ، و إشراف دولى على الانتخابات.
- و إذا كنا نرى المجلس العسكرى أهلا للثقة ، فلا داعى للقلق على الإطلاق.

سياسة رد الفعل لم تكسب معركة على الإطلاق ، التركيز على الهدف الأساسى 
و وضعه نصب أعيننا هو الذى يمهد الطريق للنصر.
و لنا فى موقف سيدنا إبراهيم عليه السلام فى حواره مع الملك الطاغية عبرة :
" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"
[البقرة:258] 
فى هذه الآية الكريمة يقول الملك الظالم أنه يحيى و يميت ، و هو قول باطل بداهة ،
و لا منطق له ، بل هو محض جدال.
و لكن سيدنا إبراهيم عليه السلام لم ينسق لجدال الطاغية ، بل ثبت على مبدئه فى الإثبات الواضح ، لأن الجدال يأتى بشبهات ، و يضيع رؤوس الموضوعات ، و يبعدنا عن قضايانا الرئيسية ، و يشتتنا نحو فرعيات لا تفيد.
و كان نتيجة هذا التركيز من خليل الله " فبهت الذى كفر" ، بهت من ثانى جملة !
الحق واضح جلى ، و لكنه لا ينتصر بذاته ، بل ينتصر بأدواته كما كان يقول الشيخ محمد الغزالى رحمه الله.
تركيزنا على أهدافنا ، و عدم انسياقنا وراء الفرعيات و ردود الأفعال هو سبيل نجاحنا.
انسياقنا وراء سفاسف الأمور ، يبعدنا عن أهدافنا الأصلية ، و يستهلك جهودنا فى معارك فرعية لا عائد من ورائها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق