تحدثنا فى مقال سابق حول حادثة الأفك و بعض من دروسها.
و اليوم نتحدث عن درس آخر من دروس هذه الحادثة.
وسط كل الشائعات التى ملأت المجتمع وقتها ، و خاض فيها من خاض و أعرض عنها من أعرض ، و التى كانت من القوة بأن حسمها قرآن يتلى إلى يوم القيامة.
وسط كل هذا ضرب زوجان من الأنصار مثلا أعلى فى حسن الظن ، و خلده القرآن فى سورة النور الآية 12
[ لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين]
قيل : إنها نزلت في أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري وامرأته ، رضي الله عنهما ، كما قال الإمام محمد بن إسحاق بن يسار ، عن أبيه ، عن بعض رجال بني النجار; أن أبا أيوب خالد بن زيد قالت له امرأته أم أيوب : يا أبا أيوب ، أما تسمع ما يقول الناس في عائشة ، رضي الله عنها؟
قال : نعم ، وذلك الكذب . أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟
قالت : لا والله ما كنت لأفعله .
قال : فعائشة والله خير منك.
المصدر تفسير ابن كثير.
لم ينتظر هذان الزوجان براءة السماء ، بل أحسنوا الظن بالسيدة عائشة و كذبوا الشائعة بناء على حسن ظنهم ، و خلد الله عز و جل موقفهم هذا.
و قال بعض المفسرين انظر لجمال التعبير فى قوله " بأنفسهم " رغم أن سياق الكلام يستدعى قوله بغيرهم ، و لكن ذلك قيل لأن المؤمنين جسد واحد ، ما أصاب واحد منهم أصاب الآخر.
رحم الله سلفنا و رزقنا حسن الظن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق