أسلفنا فيما سبق من هذه السلسلة فحص متأنى لنشأة و مفاهيم مصطلحات الدولة الدينية ، و المذهب الدنيوى ، و ما نشأ عنه من مسمى الدولة الدنيوية و التى نسميها فى بلادنا تخفيا بالدولة المدنية.
قلنا و أسلفنا أن مصطلح الدولة الدينية لا علاقة له لا تاريخيا و لا فعليا بالإسلام و لا صلة بينهما كائنة ما كانت ، و أضيف هنا أن أى ربط بين الاثنين هو خلط ، سواءا عن جهل أو عن سوء نية ، و الله أعلم بالنوايا.
و لكن ما علاقة الإسلام بالدولة ؟
هل له علاقة ما ؟ أم هو مقطوع العلاقة ؟ و إذا كانت هناك علاقة ما طبيعتها و ما حدودها ؟
إجابة هذه الأسئلة أراها سهلة بل و بديهية :
لنأخذ مثلا :
الحديث الذى يحفظه حتى أطفال الحضانة:
عن ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان) متفق عليه.
الحديث الذى يحفظه حتى أطفال الحضانة:
عن ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان) متفق عليه.
نعرفه جميعا ، و نعرف أيضا أن الزكاة هى من أركان الإسلام.
إذن هذا الركن من الإسلام من يجمعه ، و من يوزعه ، و من يقاتل من يمنعه كما فعل سيدنا أبو بكر رضى الله عنه ، لما حارب مانعى الزكاة.
من سيقوم بهذه المهام ؟
نظام له سلطة أمر و نهى ، و له سلطة تنفيذ ، و قوة تنفيذ.
بكلمة واحدة : دولة.
الإسلام لا يمكن أن يتم و يعيش بغير دولة ، لأنه نظام متكامل فيه قوانين و تشريعات ، تحكم كل تفاصيل الحياة من أول المواريث و عقود الزواج و العقود التجارية ، و حتى المعاهدات الدولية و علاقة دولة الإسلام بغيرها من المحيطين أعداءا كانوا أو مسالمين.
و أعتقد أنها ليست مصادفة (فالله عز و جل فعله حكمة) أن أطول آيات القرآن الكريم هى آية الدين بسورة البقرة ( الآية 282).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق