Powered By Blogger

الثلاثاء، 29 مارس 2011

الدولة الدينية و الدولة المدنية و نشأة العلمانية 1

تعلمنا فى دراستنا أن ندقق فى كل مصطلح ، نشأته و تعريفه الدقيق ، و تنوع تعريفاته إذا وجدت ، و بغير هذا التدقيق فأن استعمالنا لهذا المصطلح خطر علينا ( فى امتحانات الشفوى على الأقل :) ).
و فى أيامنا هذه ( كى جى ديمقراطية) ، نرى المصطلحات السياسية تهطل علينا من كل مكان ، و لما كان الأمر هذه المرة يختلف عن النقاشات السابقة ، حيث النقاش فى السابق يهدف للعلم بالشيىء فقط ، بينما النقاش الحالى قد يغير رأى فرد ، و بالتالى يغير مصير أمة عن طريق صندوق الانتخاب ، لزم علينا التدقيق فى مصطلحات السياسة التى تعرض علينا ، لنرفض أو نقبل عن فهم و تدقيق ، لا عن جهل و تعمية.
المصطلحان الأكثر تداولا على الساحة الدولة الدينية و الدولة المدنية و سنعرض لكل منها بتفصيل ممل ، من الناحية التاريخية ، النشأة ، التعريفات المختلفة ، التطبيقات المختلفة ، كل ما يمكننا حصره من مواد.

الدولة الدينية - دولة الحق الإلهى
Divine Right of the King
هذا المصطلح نشأ فى أوروبا فى العصور الوسطى و تحديدا ظهر تطبيقه الأوضح فى عصر جيمس الأول 1603- 1625 ، جيمس السادس فى سكوتلندا 1567-1625 ، لويس الرابع عشر فى فرنسا 1643-1715 ، و إن كان موجودا قبلهم و لكن ليس مبلورا بصورة واضحة.
و هى تفترض أن الملك معين بمشيئة إلهية ، و أن معارضته هى معارضة لله ، و أن الملك لا يسائل من البشر ، و لا يخضع لأى سلطة أرضية (كالبرلمان مثلا) و أن الملك لا يمكن أن يخطىء ، و إذا لم يكن عادلا لا يحاسبه سوى الله.
يرتبط هذا المصطلح أيضا بنظرية السيف الواحد و نظرية السيفين.

نظرية السيفان Theory of Two Swords : و هما السيف الروحى أو السلطة الدينية للكنيسة ، و السيف الزمنى أو السلطة المدنية للدولة.

نظرية السيف الواحد Theory of One Sword: السلطة الجامعة بين الدينى و المدنى سواء تولاها البابوات أو الأباطرة أو الملوك الذين يوليهم و يباركهم البابوات.
نظرية السيف الواحد هى نظرية الحق الإلهى فى الحكم.
هذه الفترة فى التاريخ الأوروبى هى ما يطلق عليه العصور الوسطى ، و التى شهدت العديد من مظاهر التحجر الفكرى و الانحطاط الحضارى ، فنذكر مثلا محاكمة جاليليو على افكاره التى تقول بأن الشمس هى مصدر الكون و ليس الأرض كما كان معتقدا ، و التى حوكم بسببها كنسيا و حكم عليه بالسجن و العزلة بتهمة الكفر و الإلحاد عندما رفض تغيير أفكاره !
بل و ظلت كتبه ممنوعة من الكنيسة حتى عام 1835، و تم الاعتراف بصحة فلسفته فى عام 1992 بعد تشكيل لجنة لدراسة أفكاره ظلت تدرسها لمة 10 سنوات.
رابط لقصة جاليليو
و ظهر لهذا الأمر شروح فلسفية و قانونية و مراسم يمكن التوسع فى مطالعتها فى أماكنها.
و لا يفوتنى أن أذكر فى هذا المجال أن مراسم تولية العرش و التتويج الأنجليزية بواسطى أسقف كاتنربرى و عدد من الأساقفة هى من التراث المتولد عن نظرية الحق الإلهى.

مصادر للإطلاع:
http://en.wikipedia.org/wiki/Divine_right_of_kings
http://history.wisc.edu/sommerville/367/367-04.htm
كتاب "العلمانية بين الغرب والإسلام" للدكتور محمد عمارة طبعة دار الدعوة للنشر و التوزيع 1996

وسط كل هذا التجمد الذى ساد هذه المرحلة كان لابد من ثورة ، تحرر العقل البشرى و البشر.
الصورة المرفقة رسم لفنان غير معروف تجسد تتويج الملك جيمس الأول بواسطة يد من السماء ، تدعيما لنظرية الحق الإلهى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق