روى البيهقى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأصحابه : عزمت عليكم أن لا تصلوا صلاة العصر حتى تأتوا بنى قريظة ، فغربت الشمس قبل أن يأتوهم ، فقالت طائفة من المسلمين : إن رسول الله لم يرد أن تدعوا الصلاة فصلوا ، و قالت طائفة : و الله إنا لفى عزيمة رسول الله ، و ما علينا من إثم ، فصلت طائفة إيمانا و احتسابا ، و تركت طائفة إيمانا و احتسابا ، و لم يعنف رسول الله واحدا من الفريقين.
" ... و المهم أن النبى عليه الصلاة و السلام ، لما بلغه صنيع الفريقين ، لم يلم هؤلاء و ل هؤلاء ، مع أن أحدهما مخطىء بلا ريب ، فدلنا ذلك على لأن العمل إذا تم بناء على اجتهاد ، فلا ينبغى أن يكفّر أو يؤثم.
و قد عرفنا فى عصرنا إناسا يجهدون أنفسهم ، و يجهدون الناس معهم ، ظانين أنهم قادرون على أن يصبوا الناس فى قالب يصنعونه هم لهم ، وأن يجتمع الناس على رأى واحد ، يمشون فيه وراءهم ، وفق ما فهموه من النصوص الشرعية ، و بذلك تنقرض المذاهب ، و يرتفع الخلاف ، و يلتقى الجميع على كلمة سواء.
و نسى هؤلاء أن فهمهم للنصوص ليس أكثر من راى يحتمل الخطأ ، كما يحتمل الصواب ، إذ لم تضمن العصمة لعالم فيما ذهب إليه ، و إن جمع شروط الاجتهاد كلها ، كل ما ضمن له هو الأجر على احتهاده ، أصاب أم أخطأ.."
الشرح المضاف من كتاب الصحوة الإسلامية بين الجحود و التطرف للدكتور يوسف القرضاوى ، طبعة دار الشروق 1984 صفحة 165-166
الأ ما أشبه الليلة بالبارحة ، لولا اختلاف النوايا و الهمم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق