Powered By Blogger

الاثنين، 12 سبتمبر 2011

الثورة و السفارة


تابعت كما تابع الجميع -حسب ظنى- أحداث جمعة تصحيح المسار ، و كذا أحداث السفارة ، بمشاعر متضاربة مختلطة ، و لما هدأت عاصفة المشاعر جاء وقت التعليق.
 سوف يسارع البعض لنظرية المؤامرة و يتهم أعداء الثورة فى كل مكان بأنهم من دبر و أدار و نفذ ، و لن أجادل فى هذا فالملابسات أكثر من مريبة.
و لكن ..
لنفترض صحة نظرية المؤامرة ، فإذا كنا بالذكاء الكافى لربط عناصرها و فهمها
و فضحها ، فكيف سقطنا ضحية لها من الأساس ؟
كيف لم نتوقعها و نتوقاها ؟
هل صرنا كالداخلية لا نتحرك إلا بعد وقوع الحدث ؟
و إذا كنا واعين لخطورة المؤامرة ، فكيف نلوم المتآمرين على نجاحهم ؟
هل نلوم الذئب على توحشه مع النعاج ؟ أم نلوم النعاج على استسلامها ؟
صدق من قال : من تنعّج أكلته الذئاب.
و صدق الشاعر هشام الجخ فى قصيدته الجميلة 3 خرفان :
ماتلومش ع الديب اللى خان ... احنا اللى خرفان
نظرية المؤامرة صارت الحل السهل لكل مشاكلنا ، و المعفى لنا من التفكير و التدقيق و المراجعة و التصحيح.

 الفلول ، كلمة السر فى كل حدث و خطب و حادثة و حديث ، و هذه الفلول تدير البلاد من شرقها لغربها ، تفعل الأعاجيب و كأن سوبرمان و بات مان من الفلول !
و لى أن أتساءل لو كانت الفلول و هى بقايا و فرافيت النظام السابق بهذه القوة 
و السطوة و الكفاءة  ، فكيف نجحت " أحداث يناير" و "شوية العيال " فى تنحية المخلوع عن عرشه ؟!!
الفلول ليست بهذه الكفاءة ، بل نحن الذين ضعفنا و انتابنا الوهن.

ما حدث فى السفارة قام بعملين جليلين:
- نقل الثوار للخلف زمنيا من مرحلة " الورد اللى فتح فى جناين مصر " إلى مرحلة "العيال اللى فى التحرير اللى خربوا البلد" مرة أخرى.
- الدمج بين الثوار و الألتراس ، و الألتراس معروفون إعلاميا بأنهم الناس اللى بيشتموا فى الماتشات بألفاظ مش كويسة ، ليس فى صالح أى من الطرفين.
أنا لا أزعم علما بتفاصيا الألتراس ، فأنا أجهل الناس بكرة القدم.
و لكن الزعم بأن الثوار هم الألتراس هو حكم على الألتراس بعداوة أبدية مع الداخلية 
، و ظلم للثوار لدمجهم فى فئة واحدة تتعرض لضغط إعلامى.
و هو استكمال للربط الشرطى الشائع من أول الثورة :
حرية = فوضى و عدم أمان و وقف حال.

- أما كل من فرح لما حدث بالسفارة و برر ذلك بتبريرات منطقية ، فأقول له :
ثورتنا قامت لتنقلنا من عصر البطولات الرمزية ، لعصر البطولات الحقيقية ، فلو كان جل جهدك بعد الثورة أن تنتصر رمزيا ، فاسمح لى أن أقول لك أنك من الفلول !!

- قلنا و سنظل نقول : جسد بلا رأس هو جسد ميت لا حى.
صدق الشاعر هشام الجخ فى وصف مصر قبل الثورة فى قصيدته الشهيرة جحا :
سألوا جحا عن سر ضحكه ... قال أصل اتنين و شبكوا
اللى كان من تحت ميت     ... و اللى كان من فوق كفيف
أحيت الثورة الجزء السفلى من مصر ، و لكنها لم تفتح عيون كفيف الجزء العلوى.

الحل :
- اتحاد جميع القوى المهتمة بالثورة ، فى تجمع واحد ، يضم ما لا يمكن الاختلاف عليه ، و أزعم أنه كثير لو خلصت النيات.
و وضع حد زمنى لانضمام كل القوى لهذا التجمع ، و حبذا لو كانت الدعوة لهذا التجمع من كيان شبه محايد ، و مقبول ثوريا من أغلب الأطراف.
و التركيز على الشارع ، الثورة تخسر دعما شعبيا كل يوم ، و هذه هو الخطر الوحيد الذى أخشاه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق