طالما هاجمنا من يدعون الحكمة و العقل ، و طلبوا منا أن نرضخ للأمر الواقع ، فليس لنا من قدرة على التغيير.
و تغير الواقع بفضل من الله و منة ، و كان لابد لنا من أن نستغل هذا التغيير فى "الواقع" لإحداث تغيير حقيقى.
و لكن ...
عادت الثورة مرة أخرى للفضاء الافتراضى ، و تخلت عن الواقع الحقيقى.
عندما يخبرنى 7 سائقى تاكسى مختلفين - فى خلال يومين فقط - أن سبب الزحام
و سوء حالة المرور و السلوكيات الحقيرة للكثير من السائقين هو الثورة ، فنحن فى خطر.
عندما يكون جلّ جهدنا هو متابعة محاكمة المخلوع و تقصى أخبارها ، فنحن نهدر حياتنا و ثورتنا.
لو فرضنا جدلا أن المخلوع حصل على براءة ، لخلل فى القانون أو خلل فى الضمائر ، هل سيحصل على براءة من الشعب ؟
هل ستغير هذه البراءة المريبة من واقع ما صنعه و ما عشناه ؟
هل ستعيده هذه البراءة للحكم ؟
لا تنهض امة تمشى و هى تلوى عنقها للخلف ، بل هى لا تبصر أصلا ما أمامها !
المليونيات التى صارت أكثر من الأحزاب و الائتلافات ، و التى للأسف كثيرا ما تنتهى دون نتائج محددة.
منذ شهر فبراير لم أنزل للميدان سوى مرة واحدة ، و كانت فيما يسمى جمعة الفقراء أولا 8 يوليو ، و صدمنى ما شاهدت.
فى أيام التحرير كانت لجان التفتيش تبدأ من شارع معروف ، لكثافة العدد ، و لكن فى هذه المليونية المزعومة بدأت اللجان من أمام المجمع !
فى التحرير الحقيقى ، كان سلوك الناس راقيا بصورة غريبة ، راقيا كحلم ، و تفاءلنا جميعا به ، و قال من قال ان هذا هو المخزون الحضارى للشعب المصرى ، حضارة آلاف السنين خزنت فى جيناتنا ثم انطلقت.
حتى سلوك الباعة الجائلين كان مختلفا و جميلا.
فى يوم الفقراء كان هناك حوالى 8-9 منصات ، بعضها منصات لفروع من أحزاب و ائتلافات فرعية فى المحافظات !!
أما كل منصة عدد من السماعات ، و عدد من المتكلمين ، و قليل من المستمعين !!
الكل يريد أن يتكلم ، و لا أحد يريد أن يسمع أو يفهم !
لماذا لا تنجح المليونيات بعد الثورة إلا لماما ؟
أين ذهبت الملايين ؟
هل تغير الناس ؟
أزعم أن لا ، من توجه للتحرير مواجها الرصاص الحى ، رغم أنف كل المحامين الزاعمين ، كان مستعدا للموت دون تردد.
و لكن الموت فى سبيل هدف واضح شيىء نبيل ، إنما الموت لسبب غامض ، أو عذرا فى الكلمة غبى شيىء لا نبل فيه.
لا مانع عندى من أن أموت الآن ، و لكن عندى مليون مانع أن أموت فى العباسية لأن شخصا ما رأى أننا عدنا لعصر رسالة إلى الوالى ، و رأى أننا يجب أن نسلم المجلس العسكرى رسالة احتجاج بأيدينا !
لا مانع عندى من الصمود للموت فى سبيل غاية ، و سبق و برهنت هذا ، و لكن لا منطق أن أموت على يد جندى زميلى لأن أحد " الثوريين بزيادة " يرى هذه و يضعنا فى موضع فتنة لا مناص منها.
أنا مين ؟
أنا الشعب اللى الكل بيتكلم باسمه و ماحدش عارفه !
كيف تقوم الثورة الثالثة دون شعب ؟!!
هل هناك حل ؟ هل هناك أمل ؟
طالما هناك شمس تشرق ، فهناك أمل يولد.
لابد للثورة من اتحاد يضم أطيافها جميعا ، و إذاعة تتحدث باسمها بلغة بسيطة سهلة ، و دور اجتماعى واضح يخاطب الناس و يقدم لهم حلولا و وعودا.
لابد لنا من الاستعداد الجاد للانتخابات بدلا من البكاء على اللبن المسكوب.
لابد لنا أن نثق بالناس و نراهن عليهم .
و أن نتأكد أن نصائحنا الثمينة لهم ليست أوامر !
الزمن لا يعود للخلف مهما حاولوا !
أحنا الأمر الواقع و ليس هم ، بس نركز !
حاشية لابد منها :
- لم نقصد فى التعليق على أحداث العباسية ، ذم الحركة المنظمة لها ، و لكن ما زلت اعتقد أنه تصرف خانه التوفيق و التفكير.
نفتكر الصور :
شكراً لطرحك..
ردحذفلماذا الغزال أسرع من النمر ومع ذلك النمر يصطاده؟
ج/لأن الغزَال يركض وينظر إلى الخلف فينقض عليه,أمّا النمر فَ لأنه يركض وعيناه إلى الأمام فينتصر
_أعتقد هذا درس لنا لأن لا ندع مايعكر صفونا يعرقل مسيرتنا في أي أمر كان..