Powered By Blogger

الثلاثاء، 26 يوليو 2011

الثورة على الثورة المضادة - تحليل و نقد للذات

كتبت المقال الأول بهذا العنوان بعد تنحى الرئيس السابق بعدة أيام ، و تغيرت الأمور بشدة بعد هذا المقال ، تنحت العديد من مخاطر الثورة المضادة التى تكلمنا عنها فى المقال الأول ، و ظهر غيرها الكثير ، و لذا رأيت أن أحدّث المقال مواكبة لما جرى.
رابط للمقال الأول اضغط هنا 

- ثبت بما لا يدع مجالا للشك وجود الثورة المضادة فى مصر ، و ظهر هذا أوضح ما ظهر فى عدة مواقف منها :
حادث كنيسة صول بعد تنحى أحمد شفيق بيومين ( تنحى أحمد شفيق فى 3 مارس ، و حدث حادث كنيسة صول (العجيب للغاية و غير المفهوم للآن)  يوم 5 مارس !
رابط للتواريخ من BBC رابط
 و اشتباكات 28 يونيو فى التحرير ليلة صدور حكم حل المحليات (وكر الفساد).
انتهى الظن فى وجودهم و صار يقينا.

- كفانا الله عز و جل كيد الماكرين ، و انتهت للأبد فكرة رجوع الرئيس المخلوع أو أى من بنيه للحكم ، كفانا الله عز و جل شرورهم بضغوط الإعلام المضلل الرسمى ، لله جنود فى العسل :).
تنحى هذا الخطر للأبد و لله الحمد.
و دليل ذلك ما حاولوا صنعه فى ميدان مصطفى محمود مؤخرا بعنوان ثورة أبناء مبارك ، و تصدى لهم المارة ، و كانت مليونيتهم أصلا مئوية لا أكثر. 
رابط للخبر
و اعتصام روكسى اللطيف الذى يضم  15 معتصم ! 

و لكن.. الفلول ليسوا هم القوة الأقوى أو الأكثر خطرا فى قوى الثورة المضادة ،  و ذلك بالرغم من كونهم يخوضون معركتهم الأخيرة بشراسة بالغة ، معركة حياة أو موت بالنسبة لهم ، بالنسبة لهم مصر و الثورة و المصريين ليسوا فى المعادلة ، هم يرون الأمر بنظرية "عض قلبى و لا تعض رغيفى" و رغيفهم هو الفساد.
قوة الثورة المضادة الهائلة الآن تكمن فى الثائرين أنفسهم ! 
أحد مصادر قوة الثورة كان فى عدم وجود زعيم محورى يمكن التفاوض معه أو شرائه أو التخلص منه و إضعاف زخم الثورة ، و بينما كان هذا عنصر قوة فى وقت الثورة ، صار الآن عنصر ضعف و هدم ، حتى المجموعة التى كانت تتفاوض باسم الثوار مع عمر سليمان و غيره تضم عددا من الوجوه المقبولة كالدكتور عبد الجليل مصطفى و الذى كان مكتبه مقر تفاوض هذه المجموعة ، توارى دورها بعد نجاح الثورة ، 
و ظهرت بدلا منها مئات الائتلافات ( 168 ائتلاف للدقة ) ، و كل منها يزعم أنه حاصل على توكيل الثورة حصريا ، و دبلومة الثورة من التحرير.
و هذا طبعا غير الأحزاب الكثيرة التى ظهرت و أعلنت تأسيسها.
و هذا شيىء جميل نظريا ، لأنه يفترض وجود 168 خطة مختلفة لنهضة مصر ، و إلا لصاروا جميعا جسد واحد و كيان واحد.
و لكن هل هذا حقيقى ؟؟!
أزعم أن لا.
لابد من تشكيل جبهة موحدة لكل شباب الثورة و الأحزاب ، تتفق على ما لا خلاف عليه ، و تترك حل الخلافات الفكرية و السياسية بينها لصندوق الانتخاب حين نصل إليه ، إن كانوا حقا حريصين على هذا الوطن و ليسوا من طلاب السلطة لذواتهم.
نجحت الثورة لاتفاق الثائرون من الشعب على إسقاط النظام ، هدف واحد محدد اتفقت عليه القوى المختلفة و نفذته ، لم لا يكون مشروع نهضة البلد للعشرين عاما المقبلة هو الهدف الثانى ؟
هل يختلف فصيل سياسى أو حزب أو ائتلاف على نهضة هذا البلد ؟
لم لا نتحرك ؟
نحن لا نحتاج لاعتصام لتنفيذ هذا ، و لا لمظاهرة ، و لا لأى شيىء سوى وضوح الهدف و لنا فى مستشفى سرطان الأطفال 75375 نموذج.
لم لا نكرره على مستوى البلد بأكملها ؟
الشعب صار أكثر وعيا و حماسا و مشاركة ، أذن أين تكمن المشكلة ؟  
فى التوجيه للطريق الصحيح.
قطرات المطر حين تجمعت فى أثيوبيا صارت نيلنا العظيم ، و حين تبعثرت فى شوارع القاهرة صارت مجارى ، الاختيار عائد لنا !!




- يطلب الشباب و هم عصب الثورة و وقودها ، تعيين بعضهم فى المناصب الوزارية و الإدارية ، و الاعتماد على عنصر الشباب ، و هذا حق مشروع ، و لكننا تعلمنا من ثورتنا أن الحقوق تنتزع و لا تمنح .
ما الذى قدمناه كمؤهل لكى نطالب بإدارة البلاد ؟
هل قدمنا مشروع نهضة عبقرى مبهر ؟
كل ما قدم من مشاريع نهضة فى مصر حتى الآن : مشروع جامعة زويل ، و عرض مشروع ممر التنمية للدكتور الباز ، و هى مشاريع مؤجلة من العهد السابق ، و أزعم أن مقدميها لا ينتمون للشباب سنا !
ما الذى قدمناه لبلدنا بعد الثورة ؟
هل قدم شباب الثورة من الأساتذة الجامعيين خطة نهضة و بدائلها المختلفة للنهضة بالتعليم ؟
أم هل قدم القضاة الذين كانوا فى قلب الثورة و الميدان خطة لإصلاح القضاء ؟
هل ....
قدمت بعض المشاريع للأمانة و لكنها لم تحصل على الزخم الثورى الكافى لجعلها من مطالب الثورة.
هل رأينا مثلا مليونية لوضع خطة نهضة لمصر ؟
حتى مليونية الفقراء أولا 8 يوليو لم يكن فيها مطلب محدد للفقراء سوى الحد الأدنى للأجور !


- انضم الزخم الشعبى بكل أطيافه تحت دعم الثورة ، فقام بعض الأذكياء من الثوار بغلق مجمع التحرير- باسم الثورة - ،   و التهديد بقطع خط المترو و إغلاق قناة السويس !
هل هناك أكثر من هذا ثورة مضادة و تأليب للناس على الثورة ؟
اعتقد أن هذا نتج أيضا عن عدم وجود جبهة موحدة للثوار ، فى أيام الثورة فى التحرير كان هناك نظام يشبه الاقتراع المباشر على القرارات ، هل هناك مثيل الآن ؟ أم أن كل ائتلاف أو حزب أو جماعة يبحث عن تصدر الحدث وحده ؟ 





- حذرنا سابقا من تأثير الإعلام المضلل على الثورة ، و لما توارت أخبار مصر من وسائل الإعلام المحايدة  مثل BBC ، و تحولت الصحف الخاصة جميعا لساحات قتال و استقطاب و تخوين ، بدأ تأثير الإعلام المضلل ينخر فى أساس الثورة و هو الناس.
لابد للثورة من منبر إعلامى محدد  ، و هذا لم يتحقق للآن ، و أزعم أن هذا من أهم الأشياء التى تحتاج لحل فورى ، الثورة تخسر أرضا كل يوم على الأرض على مستوى الشعب.
عمل إذاعة للثورة حل سهل و قليل التكاليف ، عمل فضائية للثورة أمر ميسور
لو خلصت النيات.





لن تفشل هذه الثورة رغم كل سوء الإدارة و كل ما يحدث إلا لو نجحت فى فض الشعب من حولها ، عندها ستسقط الثورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق