Powered By Blogger

الخميس، 16 يونيو 2011

إسلام علمانى ديمقراطى بالبشاميل !

تطالعنا الصحف و البرامج و الكتابات فى هذه الأيام بأنواع جديدة من الأفكار 
و المذاهب ، و أنواع جديدة حتى من الإسلام !!
و لا أدرى هل هذا من باب التجديد أم من باب التسويد (من السواد) !
صار لدينا إسلام علمانى و إسلام ديمقراطى و إسلام اشتراكى و قريبا إسلام بوذى لو استمررنا فى هذا النهج التجديدى !
أفهم أن يكون هناك شخص يرى أن الديمقراطية هى أجمل المبادىء و الأفكار و هذا حقه ما دام لم يفرضه علىّ ، و لكن أن يلصق ديمقراطيته بالإسلام فهذا ليس من حقه.
مبدئيا هناك قاعدة لغوية قالها علماء النحو قديما : إن الزيادة فى المبنى تدل على زيادة فى المعنى.
بمعنى أن تغيير حروف الكلمة بالزيادة و النقص يترتب عليه تغير فى المعنى المقصود و ضربوا لذلك مثالا بكلمة الصبر ، فهى فى فعلها الثلاثى صبر بالفتح تعنى أن يصبر ، و لكن لو حولنا هذا الفعل لفعل رباعى فصار صبّر بتشديد الباء فهى تدل على زيادة فى الصبر بمعنى مختلف ، و لو صارت فعلا خماسيا مثل اصطبر لدلت على مستوى مختلف من معنى الصبر و هكذا.
فلنفرض جدلا أن الإسلام ديمقراطى كما يقولون أو علمانى أو كائنا ما كان ، إذا كانت هذه الأفكار من صميم الإسلام كما يقولون ، فما الداعى من إضافة لفظ جديد للإسلام ليدل على شموله لهذه الأفكار ؟
لم الزيادة فى المبنى اللغوى ؟ إذا لم يكن هناك زيادة فى المعنى ؟؟؟

هل الإسلام ديمقراطى ؟
أزعم أن لا ، و لم ؟
لأن الديمقراطية تعنى حكم الشعب لنفسه ، و لكن هناك أجزاء من شريعة الإسلام لا تقبل أن نستفتى الناس عليها ، فلن يكون الإسلام ديمقراطيا إذا منع الاستفتاء على إباحة الخمور مثلا ، هو غير ديمقراطى و لكنه شورى.
ما ورد به نص شرعى ، لا استفتاء و لا نقاش عليه ، و أزعم أن هذا من أسس الإسلام الذى هو التسليم لحكم الله 
( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ( 36 ) الأحزاب
فالإسلام كما أعرفه ينافى الديمقراطية التى تتيح مناقشة كل البنود و الأفكار طالما اصطلح على ذلك الشعب ، ديمقراطيات عديدة تبيح اللواط و الزواج المثلى و تمنع تعدد الزوجات و تجرمه (تونس تمنع تعدد الزوجات بالمناسبة).
و لا يقبل هذا فى الإسلام على حد علمى ، حتى لو طلبه الشعب ، لأن الشعب رضى بأن يسلم وجهه لله ، و هذا من شرع الله.
( ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ) البقرة 85
والإسلام ليس علمانيا بالتأكيد و قد فصلنا هذا فى مقالات سابقة و لا مجال لتكرار الكلام عن نفس الأمر.
الإسلام لا ينسب إلا لله عز و جل ، لا ينسب لغير الله.
و موضة الإسلام السياسى تلحق بنفس موجة التدليس و لكنها قديمة نسبيا ، هل هناك إسلام سياسى ؟
لأن هذا يستلزم بالضرورة وجود نوع آخر من الإسلام غير سياسى !
أزعم أن الإسلام واحد و كله يتضمن سياسة بالمعنى المعاصر داخله ، و إلا فليخبرنى أحد الناس لم توجد آيات فى القرآن الكريم تتحدث عن المعاهدات الدولية ؟
( إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين ( 4 )التوبة
وجود هذه الآيات و الأحكام التى تسوس الأمة دليل لا يدع مجالا للشك فى أن  الإسلام سياسى ، و لذا لن نضيف كلمة لا معنى لها لنؤكد معنى مفهوم.
فإذا قلنا نحن فى الليل فلا داعى لأن نضيف أن الشمس قد غربت !!  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق