رأيت بين النوم و اليقظة ، شيئا بين الحلم و الواقع.
عالم مختلف عن عالمنا ، حيث يمكنك أن تميز الشخصيات و الصفات من ألوانهم ، حيث لكل فرد هالة لونية تحدد شخصيته و صفاته ، دون الحاجة لمعرفة الشخص أو حتى الحديث معه ، كل ما عليك معرفته هو أن تمتلك مهارة رؤية هالته و التى لا تفارقه فى أى وقت.
فى هذا العالم يولد الأطفال بهالة شبه شفافة ، تراها بالكاد ، لكنها موجودة ، و ترى أغلب الأمهات بهالة برتقالية دافئة تشع من حولهم ، و ترى الأفراد كل حسب لون هالته ، و بتفاعلهم مع بعضهم البعض تتغير و تتلون هالاتهم.
و رأيت بينما كنت نائما فى ذلك العالم الغريب ، ذلك المشهد الذى لن أنساه ، عدة أطفال صغار يلهون بهالاتهم الشفافة مع بعضهم البعض ، تلمع هالاتهم و تزداد بريقا كلما ازدادوا سعادة ، و الغريب أن هالاتهم تتوهج و يزيد وهجها جميعا ، فى مشهد خلاب.
و مر بهم عجوز ، توشك عصارة حياته على الجفاف ، عرفت هذا من هالته الرمادية الخابية ، صرخ بهم أن كفوا عن الصراخ و اللهو ، خبا بريق هالاتهم لوهلة ، و لم يزد ذلك من بريق هالته.
مرت ام أحد الأطفال ، داعبت طفلها ، فأشرقت هالاتهما و توهجت ، هذى حياتنا نتوهج بالسعادة ، و امتد التوهج لكل من يحيطهما من أطفال.
أعطاهم شاب مار وردة وكتاب ، تألقت هالاتهم و اخضرت ، و تألقوا جميعا.
مر بهم رجل مدخن ينفث دخانه كقطار قديم ، خبت هالاتهم جميعا لوهلة ، و لمعت هالته رغم كونها داكنة لوهلة ، و كأنما امتص بريق هالاتهم.
و مر بهم شاب له هالة رمادية تضىء بالكاد و كأنه عجوز عمره ألف عام ، لم يؤثر فيهم و لم يؤثروا به.
و ظل صراع الكر و الفر دائرا يوم و ليلة.
ترى كيف كانت هالتى تبدو طوال الوقت ؟
اللوحة للفنانة التشكيلية السورية سمر سلام
للمزيد عن الفنانة فضلا اتبع الرابط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق