لو سئل ألفا من الرجال عن أصعب لحظات حياتهم على وجه العموم ، أعتقد أن نسبة عظيمة منهم سوف تعين ساعة المكاشفة ، لسبب ما مجهول صعب على الرجل النطق بكلمة الحب -إذا ما استثنينا المحترفين- ، تلك الكلمة التى تشتاق المرأة لسماعها دوما و دوما ، كحاجة المذنب لكلمة العفو ، أو حاجة الطفل لكلمة ألأم (أيهما أقوى).
من السخرية كون تلك الكلمة من أصعب الكلمات على لسان الرجل و أشهاها فى أذن المرأة ، ترى أذلك نوع من التنظيم (العرض و الطلب) ، حتى تظل لتلك الكلمة نفس المفعول الساحر و لا تفقد ذلك السحر تحت تأثير التكرار - هذه إذا ما استثنينا المحترفين-.
أعتقد أن معظم الرجال يرون فى هذه الكلمة انتقاصا من رجولتهم لكونها اعترافا بحاجتهم غلى فرد آخر ، فى الاحتياج ضعف ، و الضعف مناقض للرجولة - بزعمهم- ، و يكره الرجل أكثر ما يكره وضع نفسه موضع تقييم فرد آخر و أن يعطى لفرد آخر السلطة فى حياته أو يضعه موضع الرأس من الجسد.
هو إذ يعترف بالحب ، يعترف بحاجته الملحة لفرد آخر أضعف منه (غالبا !! ) و كونه غير قادر على الاستغناء عن ذلك الفرد و لا على الابتعاد عنه و لا حتى على الفرار منه.
و لربما يكون هذه الموقف هو الموقف الوحيد الذى يغلب فيه حياء الرجل على حياء المرأة ، إذ ساعتها تختفى الكلمات تماما كما اختفى النوم فى تلك الليلة ، تختفى كل الكلمات المنمقة التى أضعت ليلتى استعد بها و أرتبها ، تختفى فى لمحة بصر و تترك مكانها العفوية و الفطرة و الأهم ..التلعثم.
عندها يظهر دور المرأة الذكية - لا عن خبرة بل عن فطرة - فى تهيئة الظروف لخروج و ولادة تلك الكلمة السحرية ، و يصل هذا الدور فى الأغلب إلى الضغط بقوة لولادة تلك الكلمة.
بل أن هذا المجهود الفطرى قذ يبذل لفرد لا تحبه المرأة و لا تأبه به فهو مجرد فطرة ، فكما لا دور للرحم سوى حفظ الجنين و الانقباض لولادته ، كذلك شجاعة المرأة و دفعها للكلام فى هذا الموقف شيىء فطرى ، لا يعبر عن أى شعور خاص تجاه هذا الرجل.
فإذا أدت المرأة دورها ، و دفعت الرجل للنطق بتلك الكلمة السحرية و انتهى الموقف ،عاد الرجل حزينا آسفا منتظرا لرد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق