مر الطفل بجوار نافذة عرض متجر الألعاب القريب من بيت عمه ، هو يزور عمه مرة كل أسبوع ، و يحلو له أن يشاهد نافذة العرض هذه ، و كأنها منفذ لعالم المتعة الخفى.
يحرص مالك المحل دوما على تجديد المعروض من بضاعته ، و حشد المزيد منها فى نوافذ متجره (و لهذا جعلت نوافذ العرض) ، و يظن الطفل أنه إنما يفعل ذلك خصيصا له.
ذات مساء ، فى أحد جولات التطلع الأسبوعية ، شاهد لعبة جديدة ، مجسم لمصارع كان يحبه وقتها ، رائع التغليف ، متقن الألوان و التجسيد ، مزود بعدد من الكماليات المبهرة كبندقية آلية صغيرة ، و سكين يشبه السكاكين الحادة التى يراها فى أفلام القناة الثانية (كانت قمة التقدم وقتها ، تصور !!).
سأل عن سعر هذه الدمية ، 15 جنيه ، هو سعر مرتفع بمقاييس وقت الحكاية ، و لكنها دمية نادرة لم ير مثلها ، لابد أن لها من المكانة و الكفاءة الكثير ، لابد أنها تستحق هذا السعر المبالغ فيه.
توسل لوالده و والدته بطريقته الطفولية ، و كم من دموع الأطفال تفطر قلوب الآباء و الأمهات ، و لو علم الأطفال بهذا لاقتصدوا فى استخدام دموعهم.
وعده والده بان يشترى له هذه الدمية إذا نجح يمجموع مرتفع فى هذا العام ، أعطاه هذا فترة للحلم و تأمل الدمية.
يجب أن يكون لهذه الدمية محرك ، لتقوم بعمل كل الخدع و الحركات الممكنة و المميزة لهذا المصارع الذى تمثله ، و يجب أيضا أن يكون لها صوت مثل صوت المصارع الحقيقى ، و إلا فلم ارتفع سعرها لهذا الحد ؟
ترى هل ستملأ هذه الدمية فراغه كطفل وحيد ؟
تملأ فراغ يومه ، تكون له كصديق؟
سيقضى معها أجمل الأوقات.
ظل يحلم و يحلم و هو يذاكر ، و هو فى طريقه للمدرسة ، و .....
ظل يحلم و يحلم و هو يذاكر ، و هو فى طريقه للمدرسة ، و .....
و كلما طال الوقت ، قوى الحلم و تشعب و صار ملموسا ، مشكلا بأدق تفاصيله.
و أخيرا نجح !
و ذهب و اشترى الدمية الخارقة.
و هاله أنها مجرد غطاء كاوتشوك أجوف ، يحتاج لأن يضع اصابعه داخله لكى يحركه ، و كل الأسلحة و الكماليات غير قابلة للتركيب على الدمية الجوفاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق