سيد بنجر لمن لا يعرف هو حسن فايق الممثل الشهير بضحكته المميزة و صلعته البراقة ، و أدى دور سيد بنجر فى الفيلم الشهير "أم رتيبة" 1959 و من تأليف الأديب يوسف السباعى.
كان سيد بنجر يحب الآنسة أم رتيبة "مارى منيب" ، و لكن أخاها المتسلط عبد الصبور "فريد شفيق" يرفض زواجها لأسباب تافهة ، مثل اسم العريس ، فتطلب منه أن يغير اسمه لكى لا يرفضه الأخ.
و يحضر لمقابلة أخوها و يخبره بكل سعادة و حبور ، بأن سيد بنجر اللى عاش 30 سنة سيد بنجر ما بقاش اسمه سيد بنجر.
عبد الصبور : أمال بقى اسمه ايه ؟
بقى اسمه على بنجر هههه (ضحكة حسن فايق المميزة).
هذا هو بالضبط ما يحدث و سيظل يحدث فى التعديلات الوزارية ، كل ما هنالك أننا استبدلنا بعضا من بقايا الحزب الوطنى ، ببعض من ثوار التحرير الأكاديميين.
و امتلأ الأنترنت بصور الوزراء الجدد و هم يشاركون فى الثورة ، و نزل وزير الصحة الجديد للتحرير بعد تعيينه.
كلام جميل أن يكون الوزراء من الثوار.
و لكن
هل سيكون لهذا مردود على الدولة ؟
فيما درست من تجربة النهضة الماليزية أن ماليزيا لديها خطة مستمرة حتى 2020
و لا يتم تغييرها إلا بعد الرجوع للبرلمان.
و لا يتم تغييرها إلا بعد الرجوع للبرلمان.
بعد الثورة مرت علينا 3 وزارات ( الحالية هى الثالثة) ، لم يبرز منها إلا وزير الخارجية نبيل العربى الذى نجح فى تذويب الجليد الذى كان نظام مبارك يسميه استقرار ، فحرك ملفات مياه النيل و اتفاقياتها ، و تقارب مع أفريقيا ، و أتم المصالحة الفلسطينية و أفسح مجالا للدبلوماسية الشعبية ، و اهتم بتوقيع و تفعيل اتفاقيات تعاون مع السودان.
كل هذا جميل ، و لكن لم قام هذا الرجل بكل هذا فى الوقت القصير ؟
لأنه يحمل رؤية و أولويات واضحة ، فهو ليس رجلا خارقا كسوبرمان ، بل رجل صاحب رؤية تم وضعه فى المكان المناسب ، و لما كانت نوعية الرجال أصحاب الرؤية نادرة و معدودة ، لذا تعتبر طفرات و ليست قاعدة.
هل يجب علينا علينا الانتظار لصدفة وجود رجل صاحب رؤية وهمة يحدث طفرة ، بل
يجب علينا الاستعانة بهؤلاء الطفرات لوضع نظام مؤسسى طويل المدى لإدارة البلاد.
الحكومة الانتقالية لا يجب أن تكتفى بتوفير ياميش رمضان للمواطنين ، يجب عليها إن كانت تحرص على البلاد فعلا أن تبدأ فورا فى وضع أسس عامة للتطوير المنهجى المنظم.
لتكن هناك لجنة من أصحاب الرؤية فى كل مجال تجتمع دوريا و تقوم بوضع خطط طويلة المدى ، ساعتها سيقوم الوزير و رئيس الوزراء بدورهم التنفيذى.
الوزير و رئيس الوزراء و هذه الوظائف ليس مطلوبا من صاحبها بالضرورة أن يكون مبدعا ، الأصل أن يكون إداريا ناجحا ، ينفذ بدقة و يبدع فى التنفيذ ، و لكن ليس كل الوزراء مخططين.
كمثال الدكتور محمد غنيم أستاذ الكلى بالمنصورة و صاحب التجربة الفريدة فى معهد الكلى بالمنصورة ، أعلن أنه ليس رجل المرحلة و اعتذر عن الترشح لمنصب وزير الصحة.
كلام جميل ، لا يترشح هذه حقه ، و لكن يكون عضوا فى لجنة تطوير الصحة التى يشكلها مجلس الوزراء مع عدد من الوطنيين ذوى الباع فى المجال و المعروفين بالأمانة و النزاهة ، و هم كثر و لله الحمد.
لابد من تحويل هذه البلد لمؤسسة تدار بنظام دقيق ، لا أن نظل نغير وزراء و رؤساء وزراء ، و نأتى بغيرهم.
بدلا من أن ينشغل الجميع بحلب البقرة التى لم نشترها بعد ، بغض النظر عمن سيحكم فى الفترة القادمة و من سيعاونه ، أزعم أن موارد مصر لن تتغير ، و كذلك تربتها ، التركيبة السكانية كذلك من الصعب تغييرها ، لن تختفى آثارنا من الأقصر ، موارد الدولة و تركيبتها و مجال نهضتها لن يتغير ، لم لا نخطط فى الاتجاه الصحيح و نمضى فيه و يكمل من يأتى بعدنا ؟
هل هناك فصيل سياسى يكره التنمية ؟ هل هذا يضر بمصلحة الشعب ؟
الحل ليس فى تغيير الأفراد ، التغيير يبدا من تغيير السياسات و الآليات.
يراجع تفاصيل أكثر فى مقال مؤسسة الفرد و فرد المؤسسة
مزيد من المعلومات عن فيلم أم رتيبة المذكور فى أول المقال اتبع الرابط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق