
المهم وقفت أنا و صديقى نتحاور حول أحوال الدراسة ، حتى وقف بجانبنا بعد محطة أو اثنتين أحد الأفارقة الذين امتلأت مصر بهم مؤخرا ، طويل القامة حتى يكاد يصل لسقف المترو ، ناحل البنيان ، برتدى ملابس واسعة غير متناسقة الألوان كعادة الأفارقة فى بلدنا ، و يحمل معه بعض كتب تعليم اللغة الأنجليزية و القواميس.
علق صديقى على هيئة الرجل و نوعية الكتب التى يحملها ، و كيف أن بلادنا تعتبر محطة لهؤلاء اللاجئين ، تنقلهم من طبيعة الغابات التى يعيشون فيها إلى الأنجليزية و الحضارة حتى يهاجرون بعدها كلاجئين إلى أمريكا بعد محطة مصر.
طبعا لم يفتنى أن أدلى بدلوى و أنا العارف بالأمور كلها ( مصرى بقى) :
مش بس كده ، دول كمان ليهم كنايس بتاعتهم بس ، فى المعادى و عين شمس ، كنايس ما فيش حد بيصلى فيها غيرهم و أمريكا بتمولهم ، لو رحت و يسترن يونيون فى أى وقت تلاقيهم هناك زى الرز بياخدوا دولارات متحولة من بره ، و بعدين تلاقيهم يدّعوا الفقر علينا.
زفر صديقى حزنا : مصر أصلا لا تتسع لنا (هكذا علموه طوال حياته ، مسكين) ، فكيف نستضيف آلاف من هؤلاء فى بلدنا فقيرة الموارد محدودة الإمكانات ؟ ، ينافسونا ليس فقط فى العمل و المسكن ، بل فى القوت الضرورى ، لأن الواحد منهم يأتى بقبيلة من الأطفال معه ، و كأنهم لم يعرفوا أن تحديد النسل يكاد يكون واجب !
ظللنا نتندر على هذا الرجل و حاله حتى جاءت محطة نزوله و كانت التحرير كما أذكر ، نظر إلينا و ابتسم :
على فكرة ، أخوكم محمد من أسوان ، ، تالتة آداب أنجليزى القاهرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق